رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

«أنا لا أعترف بك، ولا بختم النسر هذا الذى تذيل به المستند المرسل، وعليك الحصول على ختم نسر إضافى من مكتب توثيق الخارجية بمصر»، مضمون تلك العبارات يتم تنفيذه فعليًا على الأوراق والمستندات التى تخص المصريين بالخارج، والتى يقوم المهاجرون أو المغتربون من أبناء مصر المحروسة بتوثيقها فى سفاراتنا وقنصلياتنا بشتى الدول، فمن عجائب الدنيا، أن السفارة لديها ختم النسر، وتفويض من الخارجية المصرية بختم الأوراق لتوثيقها، وبالطبع دفع مبلغ وقدره بعملة البلد سواء غربى أو خليجى أو عربى، دولار، يورو، ريال، دينار، وهكذا، ولو عادلنا هذا بعملتنا «ربى يصونها»، سنجدها تعادل ألفى جنيه على أقل تقدير.

تمام، لا مش تمام، التوثيق بالسفارة المصرية بالخارج لا تعترف به الوزارات، المؤسسات والإدارات المحلية المصرية، رغم أن ختم النسر واحد والله، ليس به ريشة ناقصة ولا ساق مكسورة، لكن لا.. يجب أن يجاوره فى نفس ذات المستند أو التوكيل نسر محلى من مكتب توثيق الخارجية بمصر، ولا تسأل عن السبب، هل لا قدر الله نسر السفارة مشموم!، ملعوب فيه!، نسر خائن لأنه خارج الحدود!، لا.. لا تحاول العثور على إجابة منطقية، المهم أن نسر سفارتنا بالخارج غير معترف به، وعلى المواطن أن يرسل الوثيقة أو التوكيل بالبريد، أو إذا كان محظوظا وفى إجازة لمصر، أن يقصد مكتب توثيق خارجية لـ» يلطع» النسر المحلى بجوار نسر السفارة، وليدفع مبلغًا آخر بالطبع مقابل هذا التوثيق.

الله، طالما الأمر كذلك، ما ضرورة ختم نسر السفارة، ولماذا تغريم المصرى هذا المبلغ الكبير من العملات؟، ولماذا لا يتم الاكتفاء بالتوثيق فى مكتب الخارجية محليًا لتلك الأوراق القادمة من الخارج، وهو ما يحدث فى شتى دول العالم، حيث يتم الاكتفاء بالختم الرسمى لسفارة أو قنصلية هذه الدولة فى الخارج دون الحاجة إلى تأكيده بختم محلى آخر بهذه الدولة، ستسمع الرد: لا.. وما أدرانا أن تلك الأوراق والوثائق سليمة، يجب أن تمر أولا تحت جناح نسر السفارة، ثم تأتى للنسر المحلى وتمثل أمامه طائعة راكعة، وسأسأل وقد اعترتنى بلاهة عدم الفهم: الله، طالما تثقون فى نسر السفارة وبضرورة مرور الأوراق من تحت جناحه، فما ضرورة نسر الخارجية محليًا؟، ولا زيادة النسر نسرين، أقصد الخير خيرين.

تمام، لا مش تمام، عندما تحمل ورقتك أو يحملها عنك أحد إلى مكتب توثيق الخارجية بمصر المحروسة، أولا عليك أن تأخذ اليوم عُطلة من عملك، تقصد مكان مكتب التوثيق عقب صلاة الفجر، وتقف أمام الشباك فى الانتظار حتى يتفضل الموظفون والمسئولون بالحضور تباعًا، غالبًا هم أربعة، شخص يراجع الوثيقة، شخص يثمن قيمة النسر، وثالث يراجع ما تمت مراجعته، والرابع يوقع على الوثيقة، موعد عملهم يبدأ من التاسعة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر، لا.. ليس من حقك أن تتساءل لماذا يبدأ المكتب العمل الفعلى فى العاشرة أو بعدها، كن رقيقا أيها المواطن، ودع للأساتذة الأفاضل فرصة للإفطار بالمكتب وشرب الشاى.

تمام...لا مش تمام، ستجد عشرات المواطنين سبقوك إلى المكتب، اصطفوا أمامه، أو تناثروا فى عشوائية مخجلة، منهم من افترش الأرض وجلس يفطر، ومنهم من بحث له عن مكان ظل أسفل شجرة فى انتظار فيض الخير والنسر الرهوان، وستضرب كفًا بكف، متى جاء هؤلاء ليسبقوك فى الدور، سيخبرك شخص هو مسئول الأمن بضرورة أن تسجل اسمك فى قائمة طويلة عريضة أمامه من أربع أو خمس ورقات، لتأخذ دورك، وستفاجأ رغم حضورك الباكر أن ما بين 300:200 مواطن على الأقل سجلوا أسماءهم قبلك، وسيخبرك بأن تسجيل اسمك لا يعنى أنك ستلحق دورك، وسينصحك لوجه الله أن تأتى غدًا باكر -ممكن تبيت ليلتك مثلا أمام المكتب لتكون أول الفاتحين بإذن الله-، حتى لا تنتظر الخمس ساعات اليوم دون جدوى، لأنهم سيتوقفون عن العمل فى تمام الثانية بعد الظهر.

تمام، لا مش تمام، وللحديث بقية.

[email protected]