عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

إن كان الثبات فى هذا الزمن عزيزًا «قويًا» فالأجور أعزّ والثمن عند الله غال جدًا. العزاء والسلوى، وإذا صح القول إننا فى زمن ما، فنحن ولا شك فى زمن الدجال وليس زمن المهدى، زمن العجب العجايب، وإن لم يظهر الدجال الكبير بعد إلا أن أعوانه قد ظهروا واحتشدوا بخيلهم ورجلهم فى كل بلد وفى كل شق، فلا تكاد العين تلمح إلا دجالين وكذبة، وأدعياء ومروجى فتن. زمن «المسخ» هم أسياد المواقف، ونحن ولا شك فى عصر العنف والجريمة والمخدرات والهلاوس.

عندما يغيب الضمير تموت المبادئ وتكفن الأخلاق.. وتدفن القيم الإنسانية لتنتشر الفاحشة والوقاحة، حينها البقاء لله فى الأمانة والأخلاق والضمير، البقاء لله فى الحياء والخجل والإيمان.. البقاء لله فى الإخلاص والتعاون والإخاء، فالنفايات الفكرية التى تنتج عن توجيه العقول إلى طرق مظلمة بل وتشويه الفضائل والقيم الراسخة فى معتقداتنا الدينية داخل العقول التى تربت على الفطرة والبراءة، باتت الآن تتباهى بالتشبه بفكر الغرب... حتى تحولت إلى نفايات تعشش داخل عقول وفكر جيل بأكمله هى أشد خطراً على المجتمع من النفايات المنتشرة وحتى فى صناديق القمامة الموجودة فى الشوارع. 

«التيك توك» وغيرها من المواقع الإلكترونية الوقحة هو أحد هذه المواقع التى استطاعت تحقيق انتشار كبير لحصد الأموال الطائلة دون كد أو جهد، وأضحى عبارة عن ملهى ليلى مباشر للعرى والإيحاءات غير اللائقة والرقص الماجن، حيث رفع الحياء، وكشف عورات البيوت المصرية، وقبح المستوى الأخلاقى والانحلال الثقافى فى مجتمع لطالما كان يصنف عرض نسائه فى خانة الحرمات والممنوعات والخطوط الحمراء. وما يثير الانتباه أن الفتيات اللواتى ينشرن هذه المقاطع معظمهن من أسر محافظة، ما يثبت فشل العملية التربوية التقليدية، وانهيار القيم الأسرية ذات الطابع الدينى والأخلاقى. ناهيك عن أن هذا التطبيق قد ساهم فى كسر هيبة حرمة البيوت بشكل لا يُصدق ويذهل العقول لدرجة أن الفتيات ينشرن رقصهن وميوعتهن داخل بيوتهن بملابس غير محتشمة وبغناء أغلبه من أغانى الملاهى الليلية من خلال تقليد أعمى لهوس الغرب بالرقص الماجن َبتعبيرات أقرب ما تكون «ألفاظ الشوارع». الأمر الذى بالتأكيد تشاع فيه الرذيلة.

فعندما تجد عباقرة فى الهند يعبدون البقر، وجراح أعصاب ملحدًا لا يرى فى خلق الله إتقانًا، ودكتور جامعة يناقش الله فى الميراث، وأديبا فى اللغة العربية يعترض على فصاحة القرآن، ومفكرًا يرى السنة رجعية وفى المقابل تجد رجلا بسيطا جداً جداً يقوم فى عز البرد القارس ليصلى الفجر، وامرأة عجوزًا طاعنة فى السن لا تعرف القراءة والكتابة قمة العقل والرزانة والحياء والخوف من الله، وشيخًا عاجزًا ينهض على عكازه متجهًا نحو المسجد لأداء صلواته، وبعض الناس ألسنتهم مساجد وقلوبهم ملاهٍ ليلية، فاعلم أن المسألة لم تتعلق يوما بالعقول والشهادات ولا المناصب أو حتى القادة وعلية القوم وأصحاب الأساطير الوهمية، إنما بالقلوب القلوب فقط. 

قال جل جلاله: «فإنها لَا تَعمى الْأَبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور» اللهم ردنا إليك ردا جميلًا. 

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]