رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

سئُلت عن الانتخابات فقلت...

الانتخابات ركيزة أساسية لنظام الحكم الديمقراطى، باعتبارها من أهم وسائل المشاركة فى الحياة السياسية وفى تكوين حكومة ديمقراطية تستند إلى الإرادة الشعبية، وتعتبر الانتخابات التنظيم القانونى لمبدأ مشروعية ممارسة السلطة باسم الشعب الذى يعتبر أعلى سلطة فى الدولة.

ويفرض الانتماء الوطنى على كل مواطن مصرى أن يقف أمام صندوق الانتخابات ليدلى بصوته، وأن يحافظ على استقرار بلده، لتمضى فى إقامة مشروعاتها العملاقة، والحفاظ على أمنها واستقرارها من المتربصين بها من أهل الشر. الخروج إلى الانتخابات بمشاركة كبيرة من المواطنين رسالة للعالم يصدرها عامة الشعب البسطاء والمثقفون والمرأة أيقونة ثورة 30 يونيو.

سئل الشيخ محمد بن عثيمين عن حكم الانتخابات، فأجاب: «الانتخابات واجبة، يجب أن تعين من ترى أن فيه خيراً، لأنه إذا تقاعس أهل الخير، فمن يحل محلهم؟ سيحل محلهم أهل الشر، أو الناس السلبيون الذين ما عندهم خير ولا شر أتباع كل ناعق، فلابد أن أن تختار من تراه صالحاً».

فالعملية الانتخابية مظهر من مظاهر الديمقراطية وتتطلب مشاركة سياسية تعبر عن إيجابية الشعب، وتحقق مصالح الوطن، وتنبع هذه المشاركة من الوعى السياسى لدى المواطن، كما أن المشاركة السياسية ركن مهم من أركان المواطنة، فإذا كان للمواطن حق المساواة فإن عليه حق المشاركة، وإذا كان يتمتع بالخدمات التى تقدمها الدولة، فعليه الإسهام والمشاركة فى بناء الوطن وقيامه على أسس سليمة.

أهمية المشاركة الانتخابية تكمن فى أهمية شعور الناخب بمدى تأثير صوته الانتخابى، وكلما كان لصوت الناخب فى العملية الانتخابية تأثير قوى أكد هذا التأثير أن المسيرة الديمقراطية تسير على نهج سليم، فالمشاركة الانتخابية تعد واجباً وطنياً واستحقاقاً دستورياً يتطلب مشاركة الجميع، تأكيداً على الالتزام بالنهج الديمقراطى والحرص على إتاحة الفرصة أمام المشاركة الشعبية فى صنع القرار.

المشاركة بكثافة من الناخبين فى الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات فى حاجة إلى تثقيف، إن تثقيف الناخبين له أثر كبير فى دعم وتعزيز نزاهة الانتخابات، كما أن برامج تثقيف الناخبين تعمل على نشر معلومات متوازنة وموضوعية بشأن كل ما يحتاج المواطنون لمعرفته من أجل ممارسة حقهم فى التصويت. وتعمل برامج تثقيف الناخبين على توفير المعلومات المتعلقة بحقوق الناخبين وواجباتهم فى العملية الانتخابية، كما توضح أهمية المشاركة فى التصويت.

إن بناء ثقافة ديمقراطية يلعب دوراً رئيسياً فى تعزيز وحماية انتخابات حرة نزيهة. وهذا هو السبب فى كثير من الديمقراطيات للتوجه فى تثقيف الناخبين ابتداءً من مرحلة الدراسة الابتدائية حتى الجامعة كسمة أساسية من برامج التربية المدنية وهذا من شأنه إعداد الطلاب لفهم الدور الذى يمكن القيام به فى الديمقراطية عندما يصبحون مؤهلين للتصويت، كما أنها تمكنهم من توصيل المعلومات إلى آبائهم وذويهم فى منازلهم.

يحتاج الناخبون إلى فهم حقوقهم وواجباتهم وفقاً للدستور وقانون الانتخابات لكى يتمكنوا من الوفاء بالتزاماتهم بطريقة مسئولة، ويعمل الناخبون المطلعون والمسئولون على المساعدة فى حماية النزاهة الانتخابية، إنهم لا يدلون ببيانات كاذبة قد تؤدى إلى تعطيل أو منع الانتخابات، كما أنهم لا يتصرفون بطريقة غير مشروعة مثل ترهيب الناخبين الآخرين أو محاولة التلاعب بنتائج الانتخابات، فهم يصوتون فى الانتخابات لأنهم يدركون أهمية المشاركة فيها.

وبدون تعليم مناسب، فإن من الصعب منع شراء الأصوات أو العبث بالأصوات ويعمل برنامج التعليم الجيد على إعلام الناخبين عن حقوقهم وكيفية ممارستها، كما قد يفسر أيضاً آثار الفساد والحاجة إلى النزاهة فى الخدمة العامة والعملية الانتخابية.

يجب أن يعمل تثقيف الناخبين على توفير معلومات واقعية بحيث يمكن الناخبين من المشاركة وهم على دراية واطلاع، كما ينبغى أن تعمل البرامج بطريقة محايدة على شرح وتوضيح متى وأين وكيف يتم التسجيل والتصويت، وكيفية وضع علامات الاقتراع بحيث تضمن صلاحيتها واحتسابها.

هذا الدور فى تثقيف الناخبين واجب على الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى، والمؤسسات التعليمية من الابتدائى حتى الجامعة، ومن المؤسسات الدينية والأسرة. بناء الوطن يحتاج إلى تضافر الجميع فى المسئولية حتى نحقق ما نهدف إليه من جمهورية جديدة لنا ولأبنائنا وأحفادنا من بعدنا.