عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

تفجرت مؤخرًا قضية سرقة مقبرة أمير الشعراء أحمد شوقى، والذى قال عنه الشيخ الشعراوى إنه أحد أولياء الله الصالحين. وقبلها أثيرت أزمات حول هدم مقبرة أشهر مقرئى القرآن الكريم الشيخ محمد رفعت، وكانت نقابة اتحاد كتاب مصر قد عقدت ندوة حول هذه القضية وتحدث فيها مجموعة من المسئولين إلى جانب ورثة الراحلين. الندوة أوصت باحترام أضرحة هؤلاء لكى يبقوا قدوة أمام الأجيال؛ لأن كثيرًا من أبناء هذه الأجيال لم يعد أمامهم قدوة حسنة، فأصبح لاعبو كرة القدم والفنانون هم القدوة، بل إنهم يختارون أسوأهم ليتمثلوا به.

فى الخمسينيات أصدر الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى كتابا بعنوان «قادة الفكر»، وكان يرمى إلى الرموز الذين كانوا يعلمون الشعوب ويرسمون لهم خرائط المستقبل. اليوم اختفت هذه القدوة وتغيرت، وساهم الإنترنت بأساليبه المختلفة فى مسح عقول كثير من الشباب، فتعثرت خطاهم وتخلفت طرق عيشهم وازداد حوارهم تطرفًا وعنادًا، وانحط الخطاب الفكرى لدى أغلبهم وانحدرت أخلاقهم.

طبعا باستثناء مجموعة ليست بالقليلة من الشباب، يتمسكون بقيمهم ويعرفون كيف يستثمرون التكنولوجيا الحديثة فى تطوير علومهم وآدابهم وفكرهم.

قضية هدم ونقل الأضرحة طالت مقبرة طه حسين وتدخلت فرنسا لإنقاذ مقبرته، لكن أحفاد أحمد شوقي جميعهم يعيشون خارج مصر، وكان على مثقفى مصر وشعرائها التصدى لحمايه مقبرة أمير الشعراء.

والقضية حاليًا أمام المسئولين؛ لأن الحلول المناسبة كثيرة، فقط تحتاج إلى جهد فى تصميم مكان يضم هذه المقابر ولا يعوق التطوير الذى تسعى إليه الدولة، بل أرى أنه يخدم مصالحها لأنها ستربح أثرًا دينيا تم تعديله بأسلوب معاصر يليق بهذه الأسماء وبالدولة.

والكل يعلم أن التراث الدينى خاصة فى مصر له عمق كبير وأصيل فى تواصل الشعوب والتقاء الأجيال، ما يرشح لنا حالات من التفاؤل والإضاءة نحو مستقبل أفضل يسمح لنا بأن نرسم دولة حديثة على مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والعلمية بكل ما تشمل من تطوير فى التخطيط العمرانى، والسماح بأن نكون أمام شعب يستحق أن يكون أحفاد بناة الأهرامات.

[email protected]