رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

نواصل حكاية ملك العود الذى كانت ولادته الحقيقية فى مصر عندما التحق بمعهد الموسيقى، وكان إلى جانب ذلك يعمل ببيع الأقمشة وتوزيع الإعلانات لإعالة الأسرة، حتى التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة، والذى طلب منه الانضمام إلى فرقته كعازف عود، والتحق فريد الأطرش بعد ذلك بفرقة بديعة مصابنى مطربا فى كورال الفرقة حتى أقنعها بالغناء منفردا، ونجح فى ذلك.

طلب منه الموسيقار مدحت عاصم العزف على العود للإذاعة مرة فى الشهر، والطريف أنه تقدم لاختبار الأصوات فى الإذاعة مرتين وفشل فى المرة الأولى ثم نجح فى المرة الثانية وسجل أغنيته الأولى (يا ريتنى طير لأطير حواليك) وكانت بدايته الحقيقية.

كان مريضا بالقلب وكان يرهق نفسه كثيرا بالعمل رغم تحذير الأطباء له، بينما هو كان يرى فى عمله علاجه الوحيد، وكان يعلن على الملأ «إذا أراد الله أن يكرمنى فليجعلنى أموت على المسرح وأنا أغنى».

فريد الأطرش كان عاشقاً لنادى الزمالك، ومن أكثر الناس تعصبا فى مشاهدة المباريات، ومنعه الأطباء من ممارسة هوايته المفضلة خوفا عليه، وجمعته مواقف عديدة مع أصدقائه الفنانين بسبب تعصبه الشديد للقلعة البيضاء فضلا عن دوره الملموس فى إنقاذ الزمالك من الإفلاس.

وكانت هناك مشاكسات مستمرة بين جمهور «الأهلى» و»الزمالك»،  -حتى فى زمن الفن الجميل-، ففى عام 1960، عندما فاز فريق نادى الزمالك على الأهلي، أقام فريد الأطرش احتفالية كبيرة دعا فيها فريقى الأهلى والزمالك، وفى عام 1961 نذرت النجمة اللبنانية صباح أن تقيم حفلا للأهلى إذا فاز على الزمالك.

وفى 12 ديسمبر عام 1961، نشرت مجلة «الكواكب» موضوعا بعنوان «صباح تحتفل بالأجوال الثلاثة»، حيث وفت النجمة بنذرها وأقامت حفلا كبيرا بعد فوز الأهلي، دعت إليه عددا من النجوم أنصار الناديين، وكان على رأس النجوم الأهلاوية عبدالحليم حافظ والمخرج عز الدين ذو الفقار وصالح سليم، ومن أنصار الزمالك الفنان فريد الأطرش والفنان صلاح ذو الفقار، وظل العندليب يغنى احتفالا بفوز الأهلى، وقال فريد الأطرش، فى نهاية الحفل، «تعرضت لموقف محرج لأول مرة فى حياتى بسبب نادى الزمالك، وسأفكر فى تشجيع الأهلى الفترة المقبلة».

و»الأطرش» الذى يعد من أكثر المشجعين لنادى الزمالك، ضرب أروع الأمثلة فى مساندة القلعة البيضاء أثناء أزماتها المالية، حيث قام بإحياء عدة حفلات داخل النادى وتبرع بكامل إيرادها لاستكمال منشآت النادى مثل تشييد المبنى الاجتماعى وتجديد مدرجات النادى بعدما عصفت بالنادى أزمة كبيرة بعد تأميم ممتلكات النادي، فما كان من فريد الأطرش إلا أن قام بتكريس فنه وشخصه لخدمة النادى.

وفى شهر مارس عام 1966، تعرض نادى الزمالك لضائقة مالية شديدة، وفور علم فريد الأطرش بها، حضر إلى النادي، والتقى اللواء حسين لبيب مدير عام النادي، فى ذلك الوقت، وأبلغه بوقوفه بجانب النادى فى ظروفه الصعبة، ليس وحده فقط ولكن مع فرقته الموسيقية، وخلال أسبوعين من لقائه مدير عام النادي، أحيا فريد حفلا ضخما فى سرادق كبير شيده عرابى وكيل الفنانين بملعب كرة القدم، حقق دخلا للنادى بلغ نحو 100 ألف جنيه، فى ذلك الوقت، ورفض فريد وفرقته تقاضى أى مبلغ مالى مقابل وقوفه بجانب ناديه الذى يعشقه ويضحى من أجله بكل شىء.

حفظ الله مصر وأهلها

[email protected]