رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليس الأسد من يقف فى الصحراء وحيدا ويقول إننى أسد، ولكن الأسد الحقيقى هو من لم تأكله الذئاب، فمن لم يذد عن حوضه بسلاحه يُهدم ومن لا يظلم الناس يُظلم، أى من لم يدفع عن نفسه الظلم يُظلم، فلا يكفى أن يكون معك الحق ولكن لابد للحق من قوة تحميه.

من هنا لابد أن نعد القوة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا يقول سبحانه وتعالى «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ  وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ» الآية 60 سورة الأنفال.

والمقصود بالقوة هنا هى القوة الشاملة للدولة من الناحية العلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والسياسية.

ولنا فى التاريخ عبرة، فمنذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان ومصر كانت تكتوى بنار المحنة التى واجهتها فى عام ١٩٦٧ وأضلعها تكاد تطبق على أنفاسها من شدة الصدمة وتكاد تشعر بماء القناة يتلاطم بالشاطئ الشرقى للقناة وكأنه يعبر عن حزنه العميق لاحتلال جزء غالٍ من أرض الوطن وهو أرض الفيروز سيناء الحبيبة وتحرك الزمان بتثاقل كبير وكأن الأرض فرت من ثوانيها، ومات عبدالناصر وتولى من بعده السادات، وعند تقديره للموقف كانت رؤيته أن ٩٩ فى المائة من أوراق اللعبة فى يد أمريكا، وهذا ما يبدو من ظاهر المشهد، ولكن الواقع نطق بغير ذلك، فعندما تحركت الأسود من غرب القناة وهاجمت الذئاب المعتدية شرق القناة تحقق لنا ما أردناه من نصر وتحرير الأرض وتعدلت المعادلة وتحقق السلام.

هناك عبرة أخرى فى التاريخ، فمنذ عام ٢٠١١ وما سُمى بالربيع العربى حينما هبت رياح عاتية يصاحبها عواصف شديدة وكأنها تسونامى أراد أن يحطم المنطقة كلها ويتركها للغربان والبوم، وفى غفلة من الزمن استطاعت قوى الشر أن تقبض على مقاليد الحكم فــى مــصـــر ولــكن الشعب العظيم ومعه جيشه الوطنى القوى استطاع أن يضبط المعادلة مرة أخرى وأن يعيد الأمر إلى نصابه وتخلص من هذه القوى الشريرة.

إننا اليوم نواجه الكثير من التحديات وهى توابع تسونامى الشر الذى تحرك منذ عام٢٠١١ وإن بدا أنه قد هدأ بعض الشيء إلا أنه لن ينتهى إلا أمام القوة التى تستعد دائمًا لمواجهته، فعلينا أن نذكر أنفسنا بعبرة التاريخ، فمهما كانت التغيرات الدولية والإقليمية التى قد تبدو أنها غير مواتية إلا أن معادلة الحق والقوة هى المعادلة المنضبطة وهى التى تجعل أوراق اللعبة فى أيدينا، وليست فى أيدى غيرنا، شريطة أن نجتمع على قلب رجل واحد، وهنا لا يمكن لأى قوة مهما كان جبروتها وعنفوانها أن تواجه هذا الاصطفاف الوطنى ما دام معنا الحق والقوة.