عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انطلقت النسخة الثانية من قمة «روسيا – إفريقيا» يوم الخميس ٢٧ يوليو فى مدينة بطرسبورغ، وتأتى القمة فى إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والدول الإفريقية والارتقاء بها إلى مستويات جديدة.

وانعقدت القمة على مدى يومين إلى جانب منتدى اقتصادى وإنسانى فى سان بطرسبورغ ثانى كبرى المدن الروسية. وتعول موسكو على نجاحها فى ضوء استراتيجية توسيع نفوذها فى القارة الإفريقية.

وشارك فى القمة وفود من نحو 50 دولة أفريقية، رغم «ضغوط غير مسبوقة» مارسها الغربيون لثنى الأفارقة عن الحضور، وفقًا للكرملين.

ومن إرهاصات تلك القمة، إعلان مجموعة الشحن والنقل الروسية العملاقة فيسكو عن إطلاق خط شحن مباشر بين روسيا ومصر لتصبح أكبر دولة عربية من حيث السكان جسرًا بين روسيا وإفريقيا وحتى دول المغرب العربى.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة فيسكو أندريه سيفيريلوف خلال قمة «روسيا – إفريقيا» المنعقدة حاليًا فى مدينة سان بطرسبورغ الروسية، بحسب موقع «روسيا اليوم»، إن «فيسكو» تعتبر أكبر شركة نقل فى روسيا ولديها أكبر أسطول بحرى فى البلاد وستصبح جسرًا بين الاقتصادين الروسى والإفريقى، بما فى ذلك دول المغرب العربى وشمال إفريقيا ككل.

وأضاف «أعلنا اليوم فقط عن افتتاح خدمة الحاويات التجارية البحرية المباشرة ما بين ميناء دمياط المصرى وميناء نوفوروسيسك الروسى. إنه خط ملاحى كبير إلى حد ما، ونحن نستعد لهذا الحدث خلال نصف العام الأخير. زرنا عددًا من المؤسسات التجارية والشركات فى مصر. نتطلع إلى إمكانيات نقل ضخمة، تصل إلى 30 ألف ثلاجة شحن فى السنة».

وتوقع أن تصبح مصر بحكم موقعها الاستراتيجى مركزًا للشحنات من وإلى روسيا، وقال «مما لا شك فيه أن موقع مصر نفسه، ومواقع موانئها يتيح لنا تشغيل البضائع والخطوط الملاحية بسهولة، لا سيما فى شمال إفريقيا، وإيصال الشحنات الضرورية إلى وسط إفريقيا».

وأشار إلى اهتمام «فيسكو» بإطلاق مسارات شحن جديدة إلى الدول الإفريقية، بما فى ذلك شمال إفريقيا كالجزائر والمغرب وتونس، ومن هذا المنطلق ستكون مصر الشريك الاستراتيجى القوى للتجارة الروسية وبوابتها نحو قارة إفريقيا والمنطقة العربية، وهنا تتضح الرؤية جليا بمكانة مصر الكبيرة فى النظام العالمى الجديد متعدد الأقطاب والتى ستمثل فيه إفريقيا دورا بارزا ومؤثرا، وعروجا على الخط الملاحى التجارى الذى أعلنت عنه مجموعة الشحن العملاقة فيسكو إلى الموانيء المصرية، فهذا يمثل أحد مرتكزات (خط الحرير الصينى _ الحزام والطريق) التى تشارك فيه ١٢٣ دولة حول قارات العالم، وهنا الأمر لن يقتصر على التجارة الروسية المصرية، بل ستكون البوابة المصرية نقطة الارتكاز الأهم لطريق الحرير الصينى فى التجارة العالمية، والتى سيتم نقل التجارة منها وإليها من قارات العالم نظرا لموقع مصر المتوسط الجغرافية بين دول العالم.

وبالنظر إلى نقاط الأحداث المشتعلة فى العالم نلاحظ أنها تدور حول مرتكزات ذلك الطريق، وهذا ما تقوم به أمريكا ودول الغرب؛ لان إحياء طريق الحرير الصينى يعنى عزل أمريكا فيما وراء البحار، على العموم التقارب الروسى الإفريقى هو شواهد النظام العالمى الجديد متعدد الأقطاب والذى بدأ بزوغ فجره بقوة.