رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

خط أحمر

تستعد إحدى دور المزادات فى نيويورك لعرض بلوڤر كانت الأميرة الراحلة ديانا ترتديه فى فترة الخطوبة للملك تشارلز وقت أن كان أميرًا.

والمعلومات المنشورة عن المزاد تقول أنه سيقام الشهر بعد المقبل، وإن البلوڤر سوف يجرى عرضه تحت اسم: الخروف الأسود!

أما لماذا اختير الخروف الأسود بالذات اسمًا للبلوڤر؛ فلأن لونه أحمر، ولأنه يمتلئ فوق أرضيته الحمراء بصور لعدد من الخراف باللون الأبيض، إلا واحدًا منها هو فقط الذى يظهر بينها باللون الأسود. وقد اختارت الدار وهى تروّج للمزاد صورتين، إحداهما للأميرة الراحلة وهى ترتدى البلوڤر، والآخرى للبلوڤر كما سوف تعرضه دار المزادات فى قالتها. والمؤكد أن دار الأزياء التى صممت البلوڤر كانت تعرف أنه لا يوجد خروف أسود فى الحقيقة، تمامًا كما لا يوجد غراب أبيض.

ورغم أن الوقت لا يزال يتسع من هنا إلى موعد المزاد، إلا أن سعر البلوڤر وصل إلى ٩٠ ألف دولار، ومن الوارد أن يزيد السعر ويتضاعف مرات، ليس لقيمته فى حد ذاته طبعًا، ولكن لأنه يخص الأميرة التى ملأت الدنيا وشغلت الناس فى حياتها، ثم فى يوم مصرعها فى حادث شهير فى العاصمة الفرنسية باريس، وقد كانت يومها فى رفقة عماد الفايد، ابن الملياردير محمد الفايد، فلقيا مصرعيهما معًا، ولكن هذه قصة أخرى.

ولا يزال خبر مصرعها يدرسه طلاب الإعلام، لأنه الخبر النموذجى بامتياز، ولأنه فيه كل العناصر التى تجعل منه خبرًا يشد انتباه كل الناس، ولأنه لا خبر آخر يستطيع أن ينافسه فى القدرة على أن يكون حديث الدنيا فى وقته.

وليست هذه هى المرة الأولى التى تعرض فيها المزادات مقتنيات المشاهير للبيع، فمن قبل كانت ساعة يد الملك فاروق على سبيل المثال معروضة فى دار مزادات فى دبى، وكان سعرها المطلوب فيها يفوق ثمنها الحقيقى بكثير جدًا، وكان السبب أن صاحبها ملك ابن ملك، وأن هذا وحده يكفى لأن يجعل سعرها يقفز إلى كل سماء.

ولا معنى لهذا كله إلا أن الأشخاص يمنحون قيمة للأشياء، لا العكس، وأن الشيء مجردًا قد لا يساوى جنيهًا واحدًا، ولكن ارتباطه بإسم محدد يخلق له سعرًا آخر، ولا بد أن هذا من بين ما كرّم الله به بنى آدم يوم حملهم فى البر والبحر، ثم ذكر ذلك نصًا فى القرآن الكريم.