رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات جذرية تدفع فى اتجاه إعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة بما يخدم مصالح الدول والشعوب.. اليوم نستطيع أن نقول إن المنطقة تشهد ميلادًا جديدًا تسير فيه نحو شرق أوسط جديد، ليس على غرار شرق أوسط كونداليزا رايس، لكنه شرق أوسط يودع الصراعات والخلافات، ويحاول أن يتجاوز مرحلة السقوط والفوضى التى أحدثتها السياسة الأمريكية على مدار العشرين عاما الماضية.

إنه شرق أوسط يعتمد على سعى الدول للدخول فى تحالفات وتكتلات سياسية واقتصادية جديدة تدفع نحو الاستقرار وتحقيق مصالح شعوبها. تأتى هذه التحولات بعد أن أدركت دول المنطقة بأسرها سواء على مستوى القادة أو الشعوب أن الشرق الأوسط الجديد الذى خططت له الولايات المتحدة وحلفاؤها وبشرونا به كان مخططًا للهدم والسقوط، وليس العكس.

الخريطة يعاد تشكيلها من جديد وسط تحولات كبيرة فى السياسات والتحالفات. فى قلب المنطقة نجد تحولات فى السياسة المصرية دفعت نحو علاقات طبيعية مع تركيا بعد عودة العلاقات الدبلوماسية وعزم الرئيس على زيارة أنقرة خلال أيام، كما شهدت العلاقات المصرية القطرية تقدمًا كبيرًا بعد فترة طويلة من التوتر، ويواصل محور القاهرة الرياض لعب دور رئيسى فى المنطقة بعلاقات تاريخية ضاربة بأعماقها فى جذور التاريخ، وتسير العلاقات المصرية الإماراتية نحو مستوى غير مسبوق من التكامل والتنسيق على مختلف المستويات، كما تحافظ مصر على علاقات متوازنة مع مختلف القوى.

وعلى الجانب الآخر فاجأت السعودية العالم بتسوية الخلافات مع إيران بوساطة صينية، وعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وسط ترحيب عربى. واستضافت الرياض قمة عربية بحضور الرئيس السورى بشار الأسد، وبدأت مرحلة الهدوء فى سوريا ولبنان واليمن وسط تفاؤل بتسويات شاملة لمختلف الملفات، كما استضافت الرياض ثلاث قمم مع الصين فى زيارة تاريخية للرئيس الصينى، شملت قمة سعودية صينية وخليجية صينية وعربية صينية.. وفى نفس الوقت تنطلق المملكة لتلعب دورًا رئيسيًّا بين دول مجموعة العشرين وفى منظمة أوبك بلس وذلك وسط علاقات متوازنة مع الصين وأمريكا وروسيا والهند وتسعى للانضمام لمجموعة بريكس.

ومن أبرز التحولات زيارة الرئيس التركى أردوغان الأيام الماضية لمنطقة الخليج فى زيارة غير عادية لثلاث دول شهدت توقيع اتفاقيات فى المجال العسكرى والاقتصادى مع السعودية، واتفاقيات أخرى مع الإمارات بإجمالى 50 مليار دولار.

كل هذا بجانب التكتلات الجديدة التى بدأت تظهر على الساحة وأغلبها بهدف اقتصادى، ومثال على ذلك: قمة دول الخليج مع دول آسيا الوسطى التى استضافتها الرياض الأيام الماضية والتى شهدت ميلاد تكتل اقتصادى فى مجال الطاقة والنقل.

كلنا أمل فى أن يستمر هذا الزخم وتشهد المنطقة مزيدًا من الاستقرار والتقدم ومداواة للجراح التى أحدثتها مرحلة الثورات التى هدمت بعض الدول وشردت شعوبها.

كلنا أمل فى أن نودع مرحلة صعبة عانت فيها شعوب المنطقة من ويلات الحروب والثورات.

كلنا أمل فى أن يهدأ المتربصون بنا ويعلموا أن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود إلى الوراء.