رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

يسطر الجيش المصرى يوماً بعد يوم بطولات خالدة على مر التاريخ، ويظل على مر العصور هو الحارس الأمين على تراب مصر وثرواتها، والحامى لمقدرات شعبها ضد من تسول له نفسه الإضرار بهذا الوطن.

وقوف الشعب المصرى مع الجيش وانحياز الجيش للشعب أفسد كل المخططات التى حاولت بث الرعب والإرهاب فى مصر، هذه الرابطة التى جعلت الجيش والشعب إيد واحدة ليست وليدة هذه الفترة، أو فترة الجمهورية الثانية التى تأسست مع ثورة 30 يونيو وبالتحديد بعد تولى الرئيس السيسى السلطة فى يونيو 2014، ولكنها وليدة فترات صعبة مرت على هذا الوطن الذى اكتوى بنار الاستعمار طمعاً فى موقعه الاستراتيجى، ولكن الجيش المصرى حامى الوطن من السقوط وسند الأمة وضع النهاية لآخر استعمار وهو الاستعمار البريطانى عندما قام الضباط الأحرار بثورة 23 يوليو عام 1952 التى يمر اليوم 71 عاماً على قيامها كثورة مجيدة فى التاريخ لم تحقق الاستقلال التام لمصر فقط عن الاحتلال البريطانى، ولكنها أنهت حكم أسرة محمد على الذى بدأ منذ عام 1805 وهو العصر الملكى، وأنشأت الثورة الجمهورية الأولى، وتحولت المملكة المصرية إلى جمهورية مصر العربية.. قامت الثورة، وأطيح بالملك فاروق، وأرغم على التنازل عن العرش لولى عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة البلاد، وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش، لكن الأمور فعلياً كانت فى يد قيادة الثورة المشكلة من 13 ضابطاً من أكفأ ضباط القوات المسلحة المصرية.

كانت ثورة 23 يوليو وقفة ضرورية أيدها الشعب بكل قوة، ورغم نفوذ بريطانيا باعتبارها قوة احتلال، فإن حكومتها الإمبراطورية فى لندن فوجئت بحركة ضباط الجيش المصرى التى تحولت إلى ثورة أيدها الشعب، ولم يسمع البريطانيون بالخبر إلا بعد ما أعلن أنور السادات عضو الضباط الأحرار عبر بيان إذاعى عن قيام الثورة التى وضعت ستة أهداف لها أهمها تحقيق العدالة الاجتماعية.

فى تقديرى أن الثورة لم تحقق كل أهدافها حتى نهاية فترة الجمهورية الأولى التى انتهت مع نهاية حكم مبارك بثورة 25 يناير 2011. ولكن العدالة الاجتماعية تحققت فى الجمهورية الثانية على يد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولعل القضاء على العشوائيات ذلك الحلم الذى تحقق فى عصر السيسى يأتى على رأس المشروعات المهمة للوطن، وكذلك شبكة الطرق الحديثة العملاقة، فضلاً عن مشروعات توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للمواطن المصرى وتوفير احتياجاته من الغذاء والدواء، ولا ننسى مشروع حياة كريمة الذى رفع مستوى الحياة فى آلاف القرى المصرية.

كما أحيت مصر فى عهد السيسى حلم تحقيق هدف بناء جيش وطنى قوى من حيث تسليحه وتدريبه على أحدث وسائل القتال بالإضافة إلى توفير البنية التحية اللازمة له من خلال إنشاء القواعد العسكرية وغيرها.

كما تحقق فى عهد السيسى حياة ديمقراطية سليمة أعادت الثقة فى مؤسسات الدولة فى ظل دستور 2014، وعودة الحياة النيابية بمجلسيها الشيوخ والنواب، ودشنت الدولة حربا مستمرة ضد الفساد والقضاء على الإرهاب، وإعادة الدولة المصرية إلى موقعها الريادى على المستوى الاقليمى والدولى وحماية الأمن القومى المصرى والدفاع عنه داخل حدود الدولة المصرية وخارجها.

لم يقتصر تأثير ثورة 23 يوليو على الداخل المصرى، بل امتد للشعوب الأخرى التى كانت تتطلع للحرية والاستقلال، ونبهت العالم كله إلى أهمية الاستقلال، وكانت الثورة إلهاما لكل الشعوب التى تسعى لاستقلال قرارها الوطنى.

الشعب المصرى على علاقة قوية وفريدة مع الجيش المصرى، ويعى تماما أهمية وجود الجيش منذ ثورة عرابى 1881 عندما وقف فى وجه الخديو توفيق بسبب رفع الضرائب على الفلاحين، كما قامت ثورة 1919 للمطالبة بالاستقلال الذى وعدنا به الإنجليز، ولم يفِ الاستعمار بوعده، وبحث المصريون عن الجيش، وأصبح من أهم مطالب ثورة 19 بناء جيش وطنى وبالفعل التحق الأثرياء بالمدرسة الحربية «الكلية الحربية حالياً» لارتفاع مصروفاتها وشروطها القاسية على الطبقة المتوسطة والفقراء.

وفى معاهدة 1936 التى أبرمتها حكومة الوفد مع الإنجليز، سمح الإنجليز لأبناء الشعب من كل المستويات بالالتحاق بالمدرسة الحربية، وتضمنت دفعة المدرسة الحربية عام 1936 أسماء مهمة منها الزعيم جمال عبدالناصر والرئيس أنور السادات وعدد من الضباط الأحرار فيما بعد. لتصبح مصر غنية بأبنائها الأوفياء جيلاً بعد جيل يسلمون راية الوطن مرفوعة خفاقة دوماً وأبداً بفضل الله وعزيمة الشعب العظيم وأصالته.