ألوان كسوة الكعبة عبر العصور.. وسر بقاء الأسود حتى الآن
تعددت ألوان كسوة الكعبة على مر العصور وتم تغيير لونها مرات عدة، فقد كانت كسوة الكعبة باللون الأحمر واللون الأخضر وغيرها من الألوان المختلفة.
وتظهر كسوة الكعبة المُشَرَّفة جلال وجمال بيت الله الحرام، وكان أول من كسا الكعبة جزئيا، هو عدنان الجدّ الأعلى لسيدنا رسول الله ﷺ والذي صنع كسوةً جزئية للكعبة المشرفة من برودٍ يمانية، وأوصالٍ وثياب، وفقا لما أوضحه مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.
من بعدهم كساها عثمان بن عفان كسوتين كسوة بالبرود اليمانية وذلك في يوم التروية، وكسوة فوقها بالقباطي المصرية في 27 من رمضان، ليكون بذلك أول من كسا الكعبة كسوتين.
ألوان كسوة الكعبة
ووفقًا لمصادر تاريخية جاءت أول ألوان الكعبة عندما قام النبي إبراهيم عليه السلام بتغطية الكعبة باللون البني الفاتح، وكانت الكسوة مصنوعة من جلد الماعز.
كانت الكعبة حينها بسيطة وغير مرتفعة، وتعتبر هذه اللونية هي البداية الأولى لتاريخ كسوة الكعبة المشرفة.
تم تغيير لون كسوة الكعبة بعد فتح مكة في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قام بتغيير كسوة الكعبة وألبسها الثياب اليمانية المخططة بالأبيض والأحمر، وقد جاء هذا التغيير بعد أن احترقت الكسوة السابقة أثناء محاولة تبخير الكعبة.
وفي عام 64 هـ، قام ابن الزبير بتغيير لون كسوة الكعبة وكساها باللون الأحمر باستخدام الديباج، وهو مادة ملونة تستخدم في الدهان، في فترة الخلافة العباسية، تم تغيير كسوة الكعبة إلى الأبيض والأصفروتم صنعها من الحرير.
بدأت كسوة الكعبة تُغيَّر ثلاث مرات في العام الواحد في عهد المأمون في عام 206 هـ، حيث كان لونها يتغير في كل مرة.
وكانت الألوان المختلفة هي الأحمر والأبيض الرقيق والديباج الأبيض.
تم تثبيت لون كسوة الكعبة في عام 456 هـ، غُير لون كسوة الكعبة المشرفة إلى الأصفر في زمن الدولة الفاطمية، وفي عام 614 هـ، قام الخليفة الناصر العباسي بتغيير لون كسوة الكعبة إلى اللون الأخضر.
سبب تثبيت اللون الأسود للكسوة
وتأخذ كسوة الكعبة دائما اللون الأسود، وهو ما أوضح مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية سببه، حيث أوضح أنه شكا الناس إلى الخليفة العباسي جعفر المتوكل ذهاب بهاء الكسوة من كثرة التمسح بها، وكانت تُصنع من الحرير الأحمر، فأمر أن يُصنع لها إزاران كل شهرين، ثم جاء بعده الخليفة الناصر العباسي فكساها باللون الأخضر، ثم باللون الأسود، واستقر المسلمون على ذلك حتى تلك اللحظة.