عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حنان أبوالضياء تكتب:

حسين رياض الأب المصرى... ملك الشخصيات الدرامية!

الفنان حسين رياض
الفنان حسين رياض

مشوار غنى رائع ومميز صنعه الفنان حسين رياض، مقدما فنًا متقنًا بحضوره الطاغى، وتنوع أدواره فلم يحصر نفسه فى شخصية واحدة، أو نوع واحد من الدراما متنقلاً بموهبته بين مختلف الفنون من مسرح وسينما وتليفزيون، ورغم أن شخصية الأب المصرى بكل تفاصيلها تعد الشخصية المميزة له، فإن الدارس لأعماله سيذهل من قدر التباين الواضح بين الشخصيات حتى فيلم أغلى من حياتى «1965» وكان هذا الفيلم قبل الأخير الذى أنهى تصويره قبل وفاته أدى دور أقرب لشخصيته المعتادة فى السينما. ليلة الزفاف «1965» الفيلم الأخير له ولم يستطع إكماله. فى فيلم سلامة فى خير إنتاج عام 1937 أدى حسين رياض دور الأمير «خير كندهار» وتواجد بحضوره الطاغى أمام نجيب الريحانى فى المشاهد القليلة التى ظهر بها، وفى فيلم بابا أمين أول أفلام يوسف شاهين الذى أخرجه ولم يكن عمره يتجاوز الـ24 عامًا، لعب دوراً تغلب عليه الكوميديا السوداء مع فاتن حمامة وكمال الشناوى ومارى منيب وفريد شوقى وهند رستم. وقد اعتمد الفيلم على الفانتازيا التى كانت غريبة على السينما المصرية، حينذاك حيث يصور الفيلم حياة شخص بعد الموت.

أما دوره الأشهر فى رد قلبى، «الريس عبدالواحد الجناينى» إنتاج عام 1957، من إخراج عز الدين ذ الفقار، عن رواية الكاتب المصرى يوسف السباعى، وبطولة شكرى سرحان ومريم فخر الدين وصلاح ذوالفقار وهند رستم، ويعتبر أحد أهم أفلام السينما المصرية. وفى احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996 تم تصنيفه فى المركز الثالث عشر ضمن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية فى استفتاء النقاد، ومازالت مشاهده فى هذا العمل بمثابة الماستر سين للعمل. وتواجد بحكمته وأدائه الانسانى فى بين الاطلال الذى يعد من أجمل الافلام الرومانسية التى قدمت على الشاشة الفضية وهو قصة الأديب الكبير يوسف السباعى وإخراج عز الدين ذو الفقار عام 1959. أما فى فيلم أنا حرة من اخراج صلاح أبوسيف، فنحن أمام شخصية مركبة للمتزمت والرجعى من خلال دور زوج عمة أمينة «لبنى عبدالعزيز» وهى فتاة متمردة على تربيتها وتقاليد وعادات المجتمع التى تفرض على المرأة قيوداً معينة وتدور أحداثه فى فترة ما قبل ثورة يوليو عام 1952 وهو عن قصة لإحسان عبدالقدوس.

وتعد شخصيته فى البنات والصيف إنتاج عام 1960، مخالفة لما نعرفه عن أدواره حيث تدور الأحداث حول زوج «حسين رياض» وزوجته «فردوس محمد» يقضيان إجازة الصيف بالإسكندرية مع أولادهما ومعهما الخادمة «فتحية» «سميرة أحمد» والتى يشتهيها الزوج بشدة ولكنه يخشى الإقدام على أى فعل حفاظاً على سمعته وكرامته فيصب جام غضبه عليها ويعاملها بقسوة فيضطر إلى اتهامها بالسرقة حتى يتخلص منها ولكنها تبرأ فى النهاية وتتزوج من المكوجى الذى يحبها.

واستكمالاً لأدواره المختلفة نجده فى ألمظ وعبده الحامولى يؤدى دور «الخديو إسماعيل»... ومع فيلم شفيقة القبطية 1963 من إخراج حسن الإمام. بطولة هند رستم وحسن يوسف وزيزى البدراوى. والذى يحكى الفيلم قصة شفيقة القبطية التى كانت أشهر راقصة مصرية فى القرن 19، يؤدى دور المتيم بها فى مشهد أعيد تقديمه فى أعمال عدة بعد ذلك، وفى فيلم حياة أو موت الذى دخل المسابقة الرسمية فى مهرجان كان السينمائى 1955 وحاز على جائزة الدولة عام 1955 وكذلك على جائزة أحسن فيلم من المركز الكاثوليكى المصرى عام 1954. هو فيلم مصرى من إنتاج عام 1954 وإخراج كمال الشيخ وبطولة عماد حمدى ومديحة يسرى، قدم شخصية الصيدلى الذى أخطأ فى صرف دواء ومحاولته انقاذ المريض بقمة الانسانية. ومع حليم كان فيلمى لحن الوفاء من إخراج إبراهيم عمارة ولعب دور الموسيقار المشهور علام الذى يرعى ابن صديقه جلال الذى يهوى الغناء. يتعرف جلال على المطربة سهام ويربط الحب بينهما ويتفقان على الزواج. يعانى علام من عقدة تلازمه منذ سنوات عندما خانته المرأة التى أحبها وأصبح لا يثق فى النساء. إلا أنه يشعر بالحب نحو سهام ويحاول الفوز بها. يعارض زواجها من جلال وفى نفس الوقت يعترف لها بحبه، يطلب جلال من سهام، أن يضحيا بحبهما خوفًا على علام من صدمة أخرى. إلا أن علام يدرك خطأ ما يقدم عليه فهو يكبر سهام بسنوات، علاوة على تعلقها بجلال وحبه لها. يبارك زواجهما ويستعدون لتقديم الأوبريت الجديد. وفى فيلم شارع الحب 1958 أدى حسين رياض دور الموسيقار «مختار» الهارب بعد جريمة قتل زوجته والذى يعيش فى شارع محمد على باسم «جاد الله».

الفنان حسين رياض

أما فى رابعة العدوية 1963 والذى يسرد قصة عن الزاهدة رابعة بنت إسماعيل العدوى. الفيلم الذى أثار جدلا كبيرا وقت صدوره فى دور السينما لعدم مصداقيته فى سرد الأحداث الحقيقية للشخصية. وأيضا يرى بعض النقاد وبعض الكتاب أن شخصية رابعة العدوية هى بالأساس وهمية اخترعها الصوفيون يلعب حسين رياض دور الشيخ ثوبان ذو النون المصرى. ومن أدواره المميزة دور الأستاذ درويش معلم اللغة الإنجليزية المختل عقليا الذى يجعل أهل الزقاق يسخرون منه فى زقاق المدق الفيلم 1963، مأخوذة عن رواية لنجيب محفوظ تحمل نفس اسم الفيلم.

أما فى الناصر صلاح الدين الذى رشح لمهرجان موسكو السينمائى الدولى سنة 1963م. لعب حسين رياض دور هيكارى. وفى وا إسلاماه للمؤلف على أحمد باكثير. الذى تقاسم الإنتاج والإخراج «إنريكو بومبا» وأندرو مارتون وساعد فى الإخراج شادى عبدالسلام. حيث يهرّب جلال الدين بن خوارزم شاه أبنته جهاد وابن أخته محمود مع الشيخ سلامة بعد هزيمته أمام التتار ولكن سلامة قام مضطراً بعد أن وضع علامة فى كلا الطفلين ببيعهما فى سوق العبيد. أول أفلامه «ليلى بنت الصحراء» عام 1937 مع الفنانة بهيجة حافظ وكان أجره وقتها 50 جنيها، وظل يعمل فى السينما حتى بلغ عدد أفلامه نحو 320 فيلما.. كرمه الرئيس المصرى جمال عبدالناصر بوسام الفنون عام 1962. وحصل فى مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى السادس عشر على درع الريادة تكريما له فى ذكرى ميلاده المئة، تسلمته أبنته فاطمة.

حسين رياض الفنان الشامل المثقف كان يُعقد فى منزله بشكل دائم صالون ثقافى أدبى شعرى، كان يحضره الشاعر إبراهيم ناجى وإمام الصفتاوى والموسيقار عبده صالح والفنانة زوزو حمدى الحكيم والفنانة زينب صدقى.

ترك الكلية الحربية ليحترف الفن، وأسس مع كل من يوسف وهبى وأحمد علام وعباس فارس وحسن فايق، وغيرهم فرقة «هواة التمثيل المسرحى»، ووهب حياته للفن بعد نصيحة الفنان والمخرج والمؤلف المسرحى الراحل عزيز عيد له بعدما شاهد مسرحيتهم الأولى «فقراء قريش». امتد نشاطه الفنى ما يقرب من 46 عاماً، ظهر خلالها فى نحو 320 فيلماً و240 مسرحية و150 عملاً إذاعياً و50 عملاً تلفزيونياً.

 بدأ هوايته فى التمثيل أثناء دراسته الثانوية فانضم إلى فريق الهواة بالمدرسة وكان مدربه إسماعيل وهبى شقيق الفنان يوسف وهبى. فعمل فى أول مسرحية فى حياته وهى «خلى بالك من إمياى» وكانت بطلة المسرحية روز اليوسف، وحتى لا تعرفه أسرته غير اسمه من حسين محمود شفيق إلى حسين رياض وظل يعمل لعدة فرق مسرحية فعمل مع فرقة الريحانى، ومنيرة المهدية، وعلى الكسار، وعكاشة، ويوسف وهبى، وفاطمة رشدى، واتحاد الممثلين عام 1934. حصل على لقب ممثل من الدرجة الممتازة. وفى تصريح لفاطمة رشدى، الممثلة ورائدة المسرح التى شاركت مع حسين رياض فى العديد من الأعمال المسرحية، قالت إن «رياض» كان من أكثر الممثلين براعةً على المسرح، وكان متعاونًا للغاية أثناء البروفات وتجهيزات ما قبل العرض، كما أضافت: «كان من أكتر الممثلين اللى برتاح فى التمثيل قدامهم»، وقالت إن السبب فى ذلك هو اتقانه الشديد لدوره، واندماجه فى الدور اندماجًا كاملًا دون تصنع أو تمثيل، وعلى المستوى الشخصى قالت «رشدى» أنه كان شخصية رائعة مكافحة، فرغم أنه كان يتقاضى 30 جنيهًا فقط، إلا أنه كان لا يبالى، بسبب حبه الشديد للفن والمسرح، مضيفةً: «أحب الناس ياخدوا أمثلة زيه، فى مواعيده واتقانه، وحبه للفن».