رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الموسوعة البريطانية" تدس السم فى العسل وتلوى حقائق أحداث ثورة 30 يونيو

الموسوعة البريطانية
"الموسوعة البريطانية"

خالفت هيئة النشر والتوثيق فى "الموسوعة البريطانية" المشهورة أسس الحيادية وأمانة سرد الحقائق فى عرضها للأحداث وخاصة التاريخية عن أية بقعة أو بلد أو شخصية حول العالم، حيث إتسم عرض الموسوعة للحقائق والأحداث "بلى الحقائق" التى وقعت فى ثورة 30 من يونيو 2013 والتى خرج فيها الشعب المصرى لإعلان رفضه حكم الإخوان المسلمين وإعتبارهم جماعة إرهابية وما تلاها من أحداث شهدت أعمال صدام عنيف بين طوائف الشعب وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين والموثقة فى كل الدراسات ووسائل الإعلام أثناء تغطيتها لحظة بلحظة، إلا أن لغة ورواية الموسوعة لفقت أعمال العنف الى قوات الجيش المصرى وقوات الشرطة التى وصفتها بمصطلح "قوات الأمن" .
 

وقالت أنها فتحت النيران على أفراد الشعب والمتظاهرين خلال الأيام التى تلت خروج الجماهير فى 30 يونيو لتكليف القوات المسلحة بإدارة شئون البلاد لحين الخروج من النفق المظلم بعد رفض الرئيس الإخوانى محمد مرسى التنازل عن السلطة من أجل حقن دماء المصريين وإلقاءه خطابا أرسل فيه رسائل خفية أطلقت أعضاء التنظيم من ةالشباب لممارسة العنف وفرض إرادتهم على الشعب المصرى مما نتج عنه ردود أفعال عنيفة.
 

 وفى هذا الصدد قالت الموسوعة أن الرئيس الراحل محمد مرسى عرض على المجلس العسكرى تشكيل حكومة تكنوقراط فى مقابل عدم تنازله عن الحكم أو إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة وهو ما بدا تزييفا للحقيقة التى إنطوت خلف سطور السرد البريطانى للأحداث كمحاولة لتبييض صفحة الإخوان وحكمهم والتى وصفتهم الموسوعة " بالمنظمة أو الجمعية" ولم تذكر أنهم تم تصنيفهم وإعلانهم كجماعة إرهابية، مما ينعكس إيجابا عن صورتهم الذهنية أمام أي باحث أو قارىء يستعين بمعلومات الموسوعة فى إجراء بحث أو كتابة أية منشور خاص بمصر والأ؛داث قبل وبعد ثورة 30 يونيو.
 

ثم تناولت "الموسوعة البريطانية" لفترة إدارة المؤسسات المصرية لشؤون الدولة والتى تم إختيارها بشكل ديمقراطى ومعايير واضحة ومنظمة لأعمال كل المسؤولين ومهام كل جهة فى الدولة طبقا لدستور 2014 والمادل فى 2019، وقد إتسم هذا التناول بشكل منحاز ضد طريقة حكم وإدارة البلاد مستخدمة بعض المصطلحات المنحازة والصريحة فى إتخاذها للجانب المعارض وهو ما يخالف لزوم "حيادية".


 الموسوعة التى يقتصر نشرها للأحداث على السرد الموضوعى دون إبداء الرأى رغم إستحداث أقسام جديدة على موقع الموسوعة البريطانية خاص بالتحليل ورسم ملامح بعض الأحداث والشخصيات بعينهات فى قسم كل بلد، ومن بين الصطلحات المستخدمة " الأسلوب الأوتوقراطى" ، " هزيمة الطموح الديمقراطى" ، كما لم تشر الموسوعة بأية إشارات نحو إرتباط أعمال الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء بتداعيات الأحداث التى واجهتها جماعة الإخوان المسلمين فى القاهرة والمحافظات كرد فع عنيف ضد الجيش المصرة والشرطة فى سيناء، وإنما أطلقت على الجماعات الإرهابية إسم "الجماعات المحلية المتطرفة" ثم نسبتهم الى تنظيم ما يسمى بتنظيم "الدولة فى العراق وسوريا" المزعوم رغم توثيق خروج قيادات جماعة الإخوان عبر التلفزيون فى عدة لقاءات وبرامج وتصريحاتهم الواضحة وتهديدهم المباشر ومقايضة إيقاف الأعمال الإرهابية فى سيناء فورا فى مقابل بقاء مرسى فى الحكم وعودتهم.
 

أما الأحداث الحالية فقد عالجتها الموسوعة البريطانية بتركيز على بعض النقاط الخاصة بالممارسة للعمل السياسى من بينها "الحوار الوطنى" دون تناول التفاصيل التى يتضمنها هذا الحوار وهدفه الأساسى فى وضع تصور وتحليل لكل جوانب الحياة فى مصر وتحديد مشكلاتها والحلول المناسبة لهذه المشكلات مع عدم ذكرها لتأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسى أن هذا الحوار صريح وشفاف دون محاذير وقراراته القابلة للتحقيق سوف توافق عليها القيادة السياسية دون تعديل، إلا أن تناول الموسوعة لموضوع "الحوار الوطنى" إقتصرت على ذكره وإشتراك كافة الأحزاب السياسية وحتى أصحاب التيارات الدينية الى المشاركة إلا " أنه لم يتم دعوة تنظيم أو جماعة الإخوان المسلمين" وأنهت التفاصيل عند هذه الكلمة، دون ذكر الأسباب المعلنة لعدم دعوتهم والجدال الذى دار داخل أروقة الأحزاب والتيار المدنى حول هذه النقطة وكذلك دون ذكر القضايا المطروحة للنقاش والمراحل التى وصلت إليها الجلسات النقاشية.

 

ومن المعروف التعاطف والإحتواء الذى تقدمه بريطانيا لجماعة وتنظيم الإخوان المسلمين منذ مساعدتهم فى تشكيل هذا التنظيم والجماعة منذ فترة الإحتلال فى 1928 مرورا بإستضافة ومنح الجنسية لمعظم الهاربين منهن خارج البلاد بعد أحداث 2011 وفشل مشروعهم فى مصر وباقى الدول العربية الذى كان بمساندو ومباركة صريحة وواضحة من مجموعة الدول الغربية بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة بحجة تقديمهم للنموذج الإسلامى المعتدل فى علاقاته مع الغرب وهو ما أثبتت عكسه إرادة الشعب المصرى وباقى شعوب دول المنطقة التى قادوها الى تصنيف "الدول الفاشلة" بعد نهب ثرواتها وإسقاط جيوشها وتوريط مؤسساتها فى صدامات عسكرية مباشر على أطرافها من أجل سلب سيادتها على أراضيها.