رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

مع كل ذكرى يوم الميلاد نتذكر وبعد مرور أعمار من عداد أعمارنا كم خسرنا الكثير من الأشخاص فى حياتنا لأننا كنا حقيقيّين أكثر من اللازم، صادقين بكل الأشياء التى قدمناها، خسرنا، نعم خسرنا؛ لأننا لم نستطِع تزييف مشاعرنا أبدًا، بل فشلنا أن نحتفظ بمن اعتقدنا أنهم أصدقاء الروح. عجزنا عن أن نكون متصنعى الودد، كنا واضحين وصريحين، لا نعرف التّصنع والظهور بأكثر من وجه، لا نعرف اللّف والدوران ولا تقمص شخصية تناقض شخصيتنا، لا نعرف النفاق والمجاملة ومعارضة قناعاتنا ومبادئنا، خسرنا لأننا لم نقدم شيئًا إلا من أعماقنا، لأنه لا يهمّنا إلا أن نكون على طبيعتنا.. خسرنا الكثير والكثير وربِحنا أنفسنا، وهذا أهم مكسَب فى حياتنا، ولم تعد الأشياء التى نحبها تغرينا، ولم نعد نحسب الأيام لتمضى وتحقق أمانينا. كبرنا ودفنا أشياء كثيرة أدركنا أنها لم تكن يومًا لنا، ونحن من بالغنا فى هذه الأحلام لنفيق على أوهام ليس لأننا مثاليون أكثر من اللازم، إلا أننا كنا صادقين أكثر مع أنفسنا أولا قبل الآخرين، وعلى غفلة منا كبرنا وتغير بنا الزمان، لا نحن بقينا كما نحن ولا الأيام أعادت لنا ما أخذته.

«عندما كنا صغارًا .. لم تلوثنا متاهات الحياة.. كنا مهما كبرنا فى العمر، اعتقدنا أننا مازلنا فى المهد.. أتذكر وأنا طفلة أن فــى كل مــرة كنت أشــتــرى فيها عــلــبــة ألــوان كى أرسم شجرة فى حديقة بها أزهار وطيور كنت أرمــى القلم الأبيض جانبًا دائما.. وأهمله تماما كشيء لا يفيد، وحين يسألنى والدى لماذا؟!..

أقــــول: إنـّـه غير صالح بالمرة للتلوين! والآن بعد أن بلغنا مــن  العمر ما بلغنا، وصعقنا بتقلبات الحياة، وقابلنا كل مصادر  صناعة التلون، أيقــنــت جــيدًا لماذا الأبــيض لا يلون؛ لأنــه صــادق ونقى، لا يزيف الحقائق ولا يعــطــيها لــونًا ســوى لــونــها الحقيقى، فاللون الأبيض بصمة الــقــلــوب البيضاء. فكلما مر العمر أخطأنا كثيرًا، حين نظن أن عقارب الساعة لا تلسع ولا تقتل، بل إنها تمارس فينا أبشع أنواع القتل البطئ؛ لأنها تلسع وقتنا وتقتل عمرنا ونحن لا ندرك، وهذا النوع من العقارب لا ندرك خطورته إلا عندما نلمح زحف الأيام علينا، حينها ندرك أن عقارب الساعة فى زحفها بين الثوانى والدقائق قد اختلست منا أجمل لحظات العمر.

مع كل ذكرى يوم الميلاد نتذكر أن من أسوأ مواقف الحياة أن يغرق قاربك عند عتبة بابك وهو لم يتحرك بعد.. هذا ما يحصل لنا. فنرى الحلم يتبخر قبل ولادته، وأمله يذوب قبل نضجه، وقاربه يتحطم قبل أن يبحر عميقًا فى بحور الحياة.. هذا الموقف المؤلم لا ينجو منه إلا من يؤمن بأن البدايات لا تتوقف، فهناك فى كل يوم بداية جديدة مع كل لحظة من أعمارنا.

 وللحديث بقية.

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية