رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

استطاع حزب الوفد فى كل الانتخابات النزيهة التى اشترك فيها أن يكتسح الأحزاب التى وقفت ضده، ونجح فى تشكيل عدة وزارات، ابتداء من 1924 حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، التى ألغت الملكية وأقرت التحول إلى النظام الجمهورى، كما ألغت الأحزاب السياسية وحلت كل الأحزاب القائمة بما فيها حزب الوفد.

فى أعقاب حرب أكتوبر 1973، وانتصار الجيش المصرى على قوات الاحتلال الإسرائيلى، وظهور بوادر اتفاق سلام مع إسرائيل، بدأ الرئيس السادات يتجه تدريجياً نحو السماح بعودة التعددية الحزبية، وذلك بعدما عاشت مصر تجربة الحزب الواحد «الاتحاد الاشتراكى» لمدة تقرب من ربع قرن.

فشكل السادات حزب مصر العربى الاشتراكى، ليصبح الحزب الحاكم، ونشأ معه عام 1976 حزب الأحرار «ليبرالى»، والتجمع الوطنى «يسارى»، ثم فى مرحلة لاحقة شكّل السادات «الحزب الوطنى الديمقراطى»، فانتقل أعضاء حزبه السابق «مصر العربى الاشتراكى»، إلى الحزب الوطنى الجديد.

ومع وضوح معالم التعددية الحزبية المصرية كان أول حزب جديد يبادر بطلب اعتماد هو حزب الوفد، الذى تقدم فى الثانى من يناير عام 1978 بطلب السماح له بممارسة العمل الحزبى العلنى، الأمر الذى أثار استياء السادات وأجهزة الدولة الأخرى، التى شنت حملة ضد الحزب، ركزت على أنه حزب العهد البائد، عهد ما قبل الثورة، ولكن على الرغم من ذلك حصل الوفد على موافقة لجنة شئون الأحزاب لتأسيسه فى 4 فبراير 1978، إلا أن استمرار الحملة الحكومية ضده، والتحذير من أنه سوف يضر التجربة الحزبية الجديدة، دفعا قادة حزب الوفد إلى إعلان «تجميد» الحزب طواعية بعدما أدرك الزعيم فؤاد سراج الدين، أن المقصود هو تجربة حزبية مستأنسة، فتم تجميد الوفد فى الثانى من يونيو 1978، أى قرابة خمسة أشهر فقط من تأسيسه.

وما إن تم للسلطة التخلص من الوفد حتى سعى السادات إلى تشجيع قيام حزبين آخرين، أحدهما اشتراكى «هو حزب العمل الاشتراكى»، والثانى ليبرالى هو «حزب الأحرار الاشتراكيين»، ليكون الحزب الوطنى هو حزب الوسط.

رغم أن قادة الوفد قرروا طواعية تجميد الحزب، منعاً لصدام كان متوقعاً مع السلطة، فقد حدثت مضايقات عدة لقادة الوفد، كان أقصاها اعتقال فؤاد سراج الدين، رئيس حزب الوفد ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة، فى عام 1980، وفى أعقاب اغتيال السادات فى حادث المنصة فى 6 أكتوبر 1980، وتولى حسنى مبارك رئاسة الدولة، أطلق مبارك سراح المعتقلين السياسيين كافة واستقبلهم فى القصر الجمهورى، بادئاً بذلك عهداً جديداً.

وقد انتهز الوفد الفرصة سريعاً، فأعلن عن عودته إلى العمل السياسى ووقف القرار السابق بتجميد الحزب، بيد أن هيئة قضايا الدولة رفعت دعوى قضائية بعدم جواز عودة الوفد، على اعتبار أن الحزب حل نفسه، وطعن الوفد على الحكم قائلاً: إنه جمد نفسه ولم يحل الحزب، فقررت محكمة القضاء الإدارى رفض دعوى الحكومة، والحكم بشرعية عودة الوفد، ليعود إلى ممارسة نشاطه السياسى بشكل رسمى فى عام 1983.

تولى فؤاد باشا رئاسة الوفد منذ عودته إلى الحياة السياسية حتى وفاته فى 9 أغسطس عام 2000، وكان سراج الدين قد انضم للهيئة الوفدية 1935 والهيئة البرلمانية فى عام 1936، ثم سكرتيراً عاماً للوفد عام 1949، ورشح لمجلس النواب عام 1936، وفاز بأغلبية الأصوات فى الدورة الأولى، وتولى وزارة الزراعة عام1942، ثم وزارة الشئون الاجتماعية، ثم وزارة المواصلات عام 1949، وزعيماً للمعارضة الوفدية فى مجلس الشيوخ 1946، ووزيراً للداخلية فى يناير 1950، وفى نوفمبر من نفس العام أضيفت إليه وزارة المالية.

الوفد ضمير الأمة، يمرض ولا يموت، يسير فى عهده الحالى برئاسة الدكتور عبدالسند يمامة على خطى زعمائه السابقين التاريخيين سعد زغلول والنحاس وسراج الدين، فى الانحياز لقضايا الوطن وهو يعبر المعضلات التى تواجهه لأنه حزب كبير تشكل عام 1918، إبان إرهاصات ثورة 1919، التى طالبت باستقلال مصر عن التاج البريطانى وجلاء قوات الاحتلال الإنجليزى عن مصر، بتشكيل «وفد» للتفاوض مع الإنجليز، ثم ما لبث «الوفد المصرى» أن تحول إلى حزب الوفد، الوفد فى معارك دائمة لكنها مهمة من أجل بقائه قوياً يؤدى دوره الكبير المطلوب منه، ولذلك عندما يمرض ينهض بسرعة، ويكون أكثر قوة، لأنه ترمومتر الديمقراطية الذى عن طريقه يتم قياس درجة حرارة الوضع السياسى.