تقريبا انقطعت علاقتى بمشاهدة مباريات كرة القدم مع مباراة مانشستر سيتى الإنجليزى وإنتر ميلان الإيطالى يوم العاشر من يونيو الماضى فى نهائى دورى أبطال أوروبا، وكانت تلك هى ختام الموسم الكروى الأوروبى حيث انتهت قبلها كل الدوريات الأوروبية بل ومعظم دوريات العالم.
وتخيلت وتصورت نفسيا أنى لم أجد على المقاهى أو أثناء تصفح قنوات التليفزيون مباريات أخرى سوى تلك التى تعيدها القنوات لملىء فراغات خريطتها اليومية باعتبار أن موسم الصيف والاجازات قد بدأ فى دول العالم، بل بدأت الصفقات الصيفية.
ولكنى لاحظت فى أكثر من مرة خلال مرورى فى الشارع أن هناك جمهورًا مازال يتجمع ويهتف ويشجع، فقلت مستحيل أن يكون كل هذا التجمع والتشجيع فى مباراة معادة، واكتشفت أن هناك دورى مازال قائما وتقام مبارياته ويتابعه الناس.
إنه دورينا يا سادة فى مصر بتميزه وتفرده، وكيف لا... فنحن متميزون فى هذا المجال ونلحم الموسم بالموسم بلا فواصل ولا نسير كما يفعل الآخرون.
حقيقة لا أدرى إذا كانت هذه الظاهرة تلفت نظر المسئولين عن اللعبة أم لا. فكل دوريات العالم تحدد نهايتها قبل بدايتها مع وجود هامش ضئيل للمرونة تحسبا لأى مستجدات طارئة. وتقريبا كل الدوريات تنتهى فى نهاية مايو على اقصى تقدير من كل عام.
بينما لدينا هنا فى مصر ينتهى الدورى فى اكتوبر مثلا ووقتها تكون المواسم الجديدة فى الدوريات المختلفة قد انطلقت منذ شهرين.
ولعل حالة عدم الانتظام تلك هى أحد اسباب تردى الوضع الكروى فى مصر فى السنوات الأخيرة على كافة المستويات.
فلا يمكن تصور أن دورى يستمر طوال العام بهذا الشكل، والسبب كثرة التأجيلات لأتفه الأسباب وللمصالح الخاصة وفساد منظومة الإدارة.
كنت أتابع يوما ما مباراة مهمة فى الدورى المغربى وفوجئت أنه فى ذات اليوم وتقريبا فى ذات التوقيت كان المنتخب المغربى يلعب مباراة مهمة فى إحدى البطولات، بينما لدينا هنا نؤجل الدورى شهرًا لأن المنتخب لديه مباراة ودية مع جنوب السودان!.
يا سادة النجاح يأتى من النظام والتنظيم والضبط والربط وعدم تغليب المصالح الخاصة.
لقد فقد هذا الدورى الطعم واللون بمطه هكذا، ويكفى الإشارة إلى أننا كنا نلعب حتى وقت قريب فى كأس السنة الماضية لدرجة أن هناك مباريات كانت تقام فى كأس العام السابق وبعدها فى نفس الاسبوع مباريات فى كأس الموسم الحالى. ما هذا؟! إنه العبث.