السودان.. تجدد الاشتباكات وتحليق للطيران في أم درمان

تجددت الاشتباكات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، اليوم الخميس، فيما شهدت شمال مدينة أم درمان قصف مدفعي مع تحليق طائرات استطلاع لسلاح الجو السوداني في الوقت الذي ساد فيه هدوء محيط منطقة المهندسين في ذات المدينة.
ووسع الجيش انتشاره في أجزاء من أم درمان مع تمشيط للمنطقة التي شهدت اشتباكات قوية خلال الأيام الماضية، وفقًا لموقع العربية نت الإخباري.
في حين استمر تردي الخدمات الأساسية في الإمداد الكهربائي والمائي والاتصالات بالعاصمة الخرطوم.
أما في ولاية شمال دارفور، فناشدت لجان المقاومة بمدينة الفاشر المنظمات الدولية بضرورة التدخل لإغاثة النازحين، الذين فروا من القتال إلى عاصمة الولاية، وقالت التنسيقة إن النازحين يعيشون حالةً صعبة بسبب شح المواد الغذائية والدوائية في مدارس الإيواء والمعسكرات خاصةً أن غالبية الأطفال مصابون بسوء التغذية.
في موازاة ذلك دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأربعاء لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الفظائع في السودان ووقف حالة الإفلات من العقاب.
وأكد بوريل في بيان على الموقع الإلكتروني للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد مستعد لاستخدام كافة الوسائل المتاحة لديه للمساهمة في إنهاء الصراع في السودان.
يذكر أن السودان انزلق إلى هاوية الاقتتال بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.
ازدياد العنف ضد النساء
ندّد مسؤولون بارزون في الأمم المتّحدة، الأربعاء، بزيادة العنف، خصوصاً الجنسي، بحق النساء والفتيات في السودان حيث يتواصل القتال منذ شهرين ونصف شهر.
وصدرت هذه الإدانة في بيان مشترك وقّعه رؤساء العديد من وكالات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان واللاجئين (مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) والأطفال (اليونيسف) والنساء (هيئة الأمم المتحدة للمرأة) والصحة (منظمة الصحة العالمية).
وقال المسؤولون الأمميون، إنهم "مصدومون ويندّدون بالتقارير التي تفيد بتزايد العنف في السودان، بما فيه عنف جنسي مرتبط بالنزاع، في حق النساء والنازحات واللاجئات".
وقال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث "من غير المقبول أن تتعرّض النساء والأطفال في السودان الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب هذا الصراع، لصدمة أكبر بهذه الطريقة".
وأضاف: "ما نراه في السودان ليس أزمة إنسانية فحسب، بل أزمة بشرية".
بدوره، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك "نتيجة هذه القسوة والوحشية، لا تحصل النساء على الدعم الطبي والنفسي إلا بشكل ضئيل أو معدوم".
وتلقّت وكالته منذ بداية القتال "معلومات موثّقة عن 21 واقعة عنف جنسي مرتبط بالنزاع في حق 57 امرأة وفتاة على الأقل"، وفق البيان الذي أشار إلى أنه في إحدى الحالات "اغتُصبت 20 امرأة على الأقل خلال الهجوم نفسه".
ونظراً إلى ندرة الإبلاغ عن هذا النوع من الهجمات بسبب "العار والخوف من الانتقام"، فإن "العدد الحقيقي للحالات أعلى من دون أي شكّ"، بحسب البيان.
وقبل بدء الصراع في أبريل "كانت أكثر من 3 ملايين امرأة وفتاة عرضة للعنف بما في ذلك من شركائهن"، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
ويقدّر هذه العدد الآن بـ4.2 مليون وفق البيان الذي أكد أن هذا الخطر مرتفع خصوصاً بين النساء والفتيات الهاربات من الحرب.
من جهته، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن "فرقنا في المنطقة تصف المحنة المروّعة التي تعيشها النساء والفتيات النازحات عندما يهربن من السودان".
وأضاف "يجب أن تتوقف هذه السلسلة المروّعة من انتهاكات حقوق الإنسان. هناك حاجة ملحة إلى مساعدة الناجين والمعرّضين للخطر، لكن حتى الآن، ما زال التمويل بعيداً عن أن يكون كافيا" مع وجود 2.8 مليون نازح ولاجئ بسبب الصراع.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: