رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

اشتعل الغضب والعنف والنيران فى كثير من المدن الفرنسية بسبب مقتل الصبى -نائل- على يد الشرطة الفرنسية بسبب عدم الامتثال لتعليماتها بالتوقف، واستمراره بالسير دون أن يمثل أى خطر أو تهديد لرجال الشرطة، ومع ذلك صوب الشرطى الرصاص إلى صدره وأرداه قتيلا، وهو ما أدى إلى انفجار غضب عارم بدأ من ضواحى باريس وامتد إلى كثير من المدن الفرنسية، على اعتبار أنها جريمة عنصرية فى حق صبى مسلسل من أصول جزائرية، ومع أن الحكومة الفرنسية فرضت حظر التجول ليلا على أكثر من عشرين مدينة، ودفعت بحوالى 45 ألفًا من عناصر الشرطة والدرك لمواجهة أعمال العنف والشغب، واعتقال حوالى 2500 مواطن، إلا أن الأحداث تتصاعد، إلى حد أن الحكومة تدرس إعلان حالة الطوارئ خشية تحول الأحداث إلى حرب أهلية، والواقع أن هناك أزمة دفينة فى المجتمع الفرنسى بعد صعود تيارات اليمين المتطرف فى مواجهة الفرنسيين من أصول أجنبية، وشعورهم بالاضطهاد والتمييز على أساس دينى أو عرقى، وهى نفس الأزمة التى يعانى منها الأمريكيون من أصول افريقية والعنصرية التى تمارس ضدهم، كما حدث فى مقتل الشاب الأسود -جورج فلويد- عندما ضغط ضابط شرطة أبيض بركبته على عنقه حتى لفظ أنفاسه.

< واستمرارًا لحوادث العنصرية فى الغرب سمحت السلطات السويدية لشاب بتدنيس وحرق نسخة للمصحف الشريف أمام مسجد بمدينة استوكهولم صباح يوم عيد الأضحى المبارك -تحت شعار حرية التعبير- وهم يعلمون أكثر من غيرهم أن هذه الجريمة هى أكبر جرائم العنصرية والكراهية لأنها إهانة لعقيدة حوالى 2 مليار مسلم حول العالم، وليست لها علاقة بحرية التعبير طالما أنها تؤذى وتجرح مشاعر الآخرين. وتشكل تمييز على أساس دينى وتهدد السلم المجتمعى ونسف شعاراتهم الزائفة حول المواطنة والمساواة والتحضر، وتؤكد أن التطرف بات جزءًا من الثقافة فى معظم الدول الأوروبية ووصول بعضها إلى الحكم، وهناك دعوات متطرفة كثيرة فى مواجهة المهاجرين إلى أوروبا حتى وإن كان بعضهم يحملون جنسيات هذه الدول أو من أصول غير أوروبية، وهذه العنصرية يتبناها كثير من وسائل الإعلام والساسة الغربيين وجميعنا تابع تصريحات نيس ستولتنبرج أمين عام حلف الناتو الذى اعتبر حرق المصحف الشريف حرية تعبير، وخرج كثير من قادة أحزاب اليمين المتطرف للاحتفاء بهذه الجريمة العنصرية، وإذا كانت دولة مثل البرازيل انتفضت على مستوى برلمانها ووزارة خارجيتها بسبب العنصرية ضد لاعبها فينوسيوس، يجب على الدول العربية والإسلامية أن يكون تحركها أكبر فى مواجهة هذه الجريمة ضد أبنائها وعقيدتها من خلال خطوات سياسية واقتصادية فعلية يكون لها تأثير على هذه الدول.

< للأسف العنصرية هى جزء لا يتجزأ من ثقافة الغرب الذى يتشدق كثيرا بقضايا حقوق الإنسان والحريات العامة وغيرها من القضايا التى يستخدمها لأهداف سياسية واقتصادية وتحقيق مصالحة الخاصة القائمة على ثقافة الامبريالة، ولم يكن تصريح الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش بحربه على العراق بأنها حرب صليبية. مجرد ذلة لسان كما فسرها البعض حينها، وأكدت الأحداث والوثائق أنها كانت حربا ذات أهداف عقائدية واقتصادية راح ضحيتها ملايين العراقيين الشريحة الأكبر منهم كانت من الأطفال، ولم يكن صنيعة -داعش- بأيدى الأمريكان والغرب ومدهم بالمال والسلاح وتوجيههم نحو جرائم بعينها إلا تأكيدًا على صناعة نموذج مشوه وارهابى للإسلام، واستخدام الآلة الإعلامية الغربية الهائلة للترويج لهذا المسخ الداعشى المصنوع على أنه الإسلام، فى تأكيد بليغ على عنصرية الغرب ومساعدته لتيارات الإسلام السياسى المتشدد للوصول إلى الحكم وإحداث الفوضى الخلاقة فى الدول التى تنشط فيها هذه التيارات كان هدفا استيراتيجيا لأمريكا والغرب بشكل عام، والحقيقة أن الغرب استطاع ترسيخ صورة مشوهة للإسلام، وانطبعت هذه الصورة على الإنسان الشرقى، وأصبحت هناك صورة ذهنية سيئة لدى كثير من العامة فى الغرب عن الإنسان الشرقى بأنه عديم الرحمة والإنسانية، ولا تتغير هذه الصورة إلا فى نطاق ضيق ومحدود بسبب المعاملات والاحتكاكات الفعلية، بينما الغالبية تستمر أسيرة شبكات السياسية والثقافة والإعلام العنصرى.

حفظ الله مصر