عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

نتحدث كثيرًا عن القوة الناعمة وتأثيرها، نتذكر كيف كانت السينما المصرية جاذبة لكل الأشقاء العرب، كانت هناك رحلات طيران تصل إلى القاهرة لمشاهدة أفلام أو مسرحيات ثم يعودوا إلى بلادهم، ولم يكن هذا إلا لأن هذه الأعمال تستحق المشاهدة ولها رسالة ونجومها لهم شهرة تتخطى حدود الوطن إلى المنطقة.

تذكرت هذا بحزن شديد عندما شاهدت آحد الافلام المعروضة الآن فى دور السينما، نتيجة الترويج له عبر السوشيال ميديا، اعترف أننى استجبت لهذه الدعايا وذهبت إلى السينما اعتقادًا بأن العمل يستحق الاهتمام خاصة وأنه كما نشر قد حقق اكثر من ١٥ مليون جنيه خلال أيام العيد، فتخيلت أن هذا الإيراد ناتج عن أن الفيلم له قصة تستحق المشاهدة، لكن بعد مشاهدته اكتشفت أنى تعرضت لخدعة وتورطت واهدرت ثلاث ساعات فى مشاهدة فيلم خالى الدسم، لا فكرة ولا قصة ولا حوار ولا حبكة، لم اخرج من الفيلم برسالة واحدة أو حتى جملة تستحق أن احفظها وإنما خرجت بسؤال جوهرىماذا حدث لكتاب السينما؟..

هل وصل الحال إلى هذا المستوى من الكتابة الرديئة.. هل هذا هو ما وصلنا اليه فى بلد تنتج السينما منذ مائة عام.. وأين كتاب السينما العظام والكبار والمبدعين الحقيقيين الذين كانت لهم بصمات لا تنسى وناقشوا قضايا المجتمع بذكاء ولغة راقية.

بعض الاصدقاء كشفوا لى أن الأمر فى السينما الآن تحول من مناقشة قضايا وطرح أفكار ورسائل إلى كتابة تفصيل لنجم العمل الذى لم يعد يختار فقط من يمثلون معه بل يختار ايضا القصة وكاتبها ومخرجها ومصورها، فالنجم الآن هو صاحب القرار والعمل يتم تفصيله على مقاسه، ولهذا تراجعنا لأن الموضوع يتم تلخيصه فيما يخدم النجم الذى يجذب الجمهور وليس العمل.

‏ýبالطبع لا أهاجم فيلم بعينه ولكنى عاتب على صناع السينما فى مصر، الذين سمحوا بأن نصل إلى هذا المستوى وأتمنى فى المستقبل القريب أن نجد أعمالا تحترم الجمهور وليس أفكارًا تستخف بعقول أبناء مصر الذين يواجهون تحديات كثيرة أهمها أزمة الوعى والثقافة فى ظل دولة تحدث تنمية وتواجه الإرهاب والتطرف وتقاتل من أجل الحفاظ على الهوية، وهو ما يتطلب من صناع السينما الحقيقيين وليس تجارها أن يبحثوا عن القصص الهادفة وليس التافهة، القصص التى تبنى ولا تهدم القصص التى تظهر جمال الشخصية وليس تنجيم شخص بعينه.

‏ýيا سادة مصر فى حاجة لموضوعات هادفة ترتقى بالذوق العام بعيدا عن المجد الشخصى والمتاجرة بشباب مصر ومن يريد أن يتعلم كيف تكون السينما ورسالتها عليه الرجوع إلى تاريخ السينما المصرية وكيف كانت تعالج قضايا مجتمعية بحرفية وذوق ورقى، ونحن الان فى أمس الحاجة لأعمال تواجه الحروب الثقافية والغزو الثقافى الذى نتعرض له يوميًا فى ظل حملات تستهدف الانسان المصرى وتحاول تشويه كل ما هو متميز فى الدولة المصرية فهل من مستجيب.