عندما تكون خدمة المواطنين أولوية، فذلك يؤكد على أن المسئول الأمين هو ذلك الإنسان الذى يجتهد فى عشق الوطن، من خلال خدمة الناس بمعايشته اليومية معهم، والسعى الحثيث لقضاء حوائجهم، والتواجد الدائم بينهم لحل مشاكلهم ومعاناتهم.
تلك الصورة الكاملة التى نرجوها لكل مسئول فى هذا الوطن، حتى يترك بصمة نجاح، ويكون قدوة وصورة مشرفة لكل منصب يتولاه، خصوصًا عندما يتجنب الشبهات، ويبتعد عن المصالح الخاصة فى أدائه لمسؤولياته، ولا يبحث عن المكتسبات الشخصية.
هذا المسؤول الذى نتمناه، هو من يجتهد فى الحفاظ على المال العام، ويستجيب لمتطلبات العدالة فى وظيفته، ليكون مثالًا ورمزًا وقدوة فى عمله، من خلال تعظيم قيم العمل العام من النزاهة والاستقامة، وحصانة أموال الدولة، وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة فى الخدمة العامة.
تلك الصفات نرجوها ونتمناها فى كل مسؤول، يتحمل أعباء الوظيفة العامة، ولذلك نرى كثيرًا منها، متحقق فى اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة الحالى، الذى انتقدناه كثيرًا، عندما لم يكن الأداء على مستوى طموحات المواطن الجيزاوى.
لكننا مع الاقتراب من نشاط الرجل وحيويته ومتابعته الدائمة لكل ما يجرى فى جميع أنحاء المحافظة، يجعلنا نقول بثقة وأريحية إنه رجل الإنجازات للمهام الصعبة، حيث يضع نصب عينيه خدمة المواطنين، ولا تكاد تجده فى مكتبه، إلا لمقابلة الناس والاستماع إليهم، أما معظم وقته فهو فى العمل الميدانى للمتابعة عن كثب، تنفيذ الأعمال والمشروعات.
خلال الفترة الماضية تابعنا طرح الخطة الاستثمارية المستقبلية للعام المالى 2024/2023 بدءا من أول يوليو الجارى، حيث شدد محافظ الجيزة على ضرورة تنفيذ أفضل المقترحات التى تعود بالنفع على المواطنين فيما يتعلق بمشروعات رصف الطرق والمحاور استكمالًا لجهود المحافظة فى هذا القطاع بالأحياء والمراكز لتسهيل الحركة المرورية والتيسير على المواطنين.
محافظ الجيزة لا يدخر جهدًا فى العمل على توفير الاعتمادات المالية اللازمة لتدعيم الأحياء والمراكز والمدن وتنفيذ مشروعات خدمية للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين، لكن مع الأسف، تلك الجهود تحتاج إلى تضافر كافة الجهود من جميع المعاونين والمساعدين ورؤساء الأحياء والمراكز والمدن، حتى يشعر المواطنون بتحسن حقيقى فى الخدمات المقدمة لهم والمشروعات التى يتم إنجازها على أرض الواقع.
للأسف، ما تابعناه خلال الفترة الماضية، فى محافظة الجيزة، نجد أن المحافظ بات مؤخرًا كتلة من النشاط والحيوية، ولا يجلس فى مكتبه إلا نادرًا، وطيلة أيام الأسبوع جولات وتنقلات وزيارات، للاطلاع بنفسه ومتابعة الخدمات التى تقدم للجمهور، إضافة إلى أن مكتبه أصبح مفتوحًا للمواطنين باستمرار، لكنه أصبح يعمل فى وادٍ، وكثير من رؤساء الأحياء والمدن فى وادٍ آخر، حيث يفضلون الجلوس فى مكاتبهم وإغلاق أبوابهم أمام شكاوى الجمهور.