رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

فى إطار الحديث عن السؤال الذى طرحته بالأمس، وهو لماذا اختفت المعارك الأدبية من الصحف المصرية؟ أو بصفة عامة لماذا اختفت هذه المعارك أصلا؟.وقد وعدت بالإجابة عن هذا السؤال من خلال سلسلة مقالات أتناولها بالدرس والتوضيح والتفصيل.

فى البداية لابد من القول بأن هناك علاقة تاريخية بين النقد الأدبى والإبداعى والصحافة.

إن العلاقة بين الصحافة والأدب موضوع قديم متجدد منذ نشأة الصحافة. وقد كانت نشأتها فى مصر من آثار الأدب ذاته، فقد كان الصحفيون الأوائل أدباء من كتاب المقالات ومبدعى القصائد الشعرية. وقد بدأت الصحافة عندنا كاهنة فى محراب الأدب تستمد منه وجودها ودقائقها، وقارئ الأدب والنقد هو المستهلك الأول للصحيفة. وكانت الصحف تصطرع فى احتكار أكبر عدد من أصحاب الأسماء اللامعة فى دنيا الأدب والنقد تفرد لهم أهم صفحاتها وتخضع هذه الصفحات لاحتياجاتهم التى توضع فى الاعتبار.

وفى بداية إنشاء الصحف كان القائمون عليها يتعاملون على أن الأدب والصحافة شيء واحد، فلا يمكن فصل الأدب عن الصحافة فهما يسيران جنبا إلى جنب توأما متلازما بينهما أكثر من أثرة وتشدهما وشائج متينة. فكل من الأدب والصحافة يؤديان رسالة واحدة ويسيران فى سبيل واحد، ويؤديان غرضا أو هدفا واحدا فالصحافة لا تزدهر ولا تتطور بدون الأدب، ولا الأدب يؤدى رسالته بدون الصحافة. فعندما كان الحديث يدور عن الصحافة الأدبية فان الذهن كان ينصرف فورا إلى النصوص الأدبية، الشعر والقصة والمسرح، فى المقام الأول. بالإضافة إلى العملية النقدية الصحيحة التى تعرف مساحة النص وتعيد اكتشاف النص وإضاءته للقارئ دون وضعه فى سلسلة من المسببات والتأثيرات والتصرفات الوسيطة. وقد اعتمدت الصحافة على الأدب وقامت على أكتافه فقد كانت منذ نشأتها معتمدة بشكل كبير على الأدب بمختلف أشكاله.

والنهضة الأدبية الحديثة التى عمت العالم العربى منذ القرن التاسع عشر نتيجة اللقاء بين الشرق والغرب إثر حملة نابليون على مصر، كانت بمثابة حلقة وصل بين الصحافة العربية والغربية، حيث إن الفن الصحفى الذى نعرفه اليوم إنما نشأ وترعرع فى أحضان الحضارة الغربية. ويعتبر الغربيون هم أول من ابتدعوه وحسنوه وجاءوا به إلى الشرق، حيث بدأت الصحافة المصرية فى الظهور على أرض الواقع مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر فأمر نابليون بونابرت بإصدار صحيفتين باللغة الفرنسية ثم فى عام 1828 فى عهد محمد على باشا صدرت أول صحيفة مصرية رسمية باسم الوقائع المصرية ثم بدأ استقلال الأدب عن الصحافة العامة، وانفرد بصحف خاصة حيث ظهرت للمرة الأولى عام 1892 مجلة متخصصة فى الشعر وهى «المظلوم» وفى مارس 1897 صدرت مجلة البيان التى أسسها إبراهيم اليازجى وفى أوائل القرن العشرين ظهرت مجلات الهلال والمقتطف ونزهة الأفكار والترقى والتقدم والآداب وغيرها. ثم كثرت بعد ذلك الصحف والمجلات المصرية خصوصا الأدبية والنقدية منها فصدرت مجلات الكاتب والشعر والقصة وأدب ونقد غيرها، حتى قبل قيام ثورة 1952. تلك المرحلة التى سبقت الثورة شهدت حركة ازدهار للأدب والنقد فى الصحافة المصرية كنتيجة طبيعية لانتشار الأحزاب السياسية وانقسام الكتاب والأدباء بين مؤيدين ومعارضين، ودفاع كل فصيل عن مبادئه. وهنا بدادأت المعارك الأدبية.. وللحديث پقية،