حكم صيام ثالث أيام التشريق إذا توافق مع الأيام البيض

يجب على كل مسلم سواء كان بين الحجيج أم لا استغلال أيام التشريق في العمل الصالح والتقرب إلى الله عز وجل، والحرص على المزيد من الطاعات والقربات التي دعا الإسلام إليها في هذه الأيام، وذلك لما لها من فضل عظيم وثواب كبير خصها الله بها.
وقد حثنا الإسلام في تلك الأيام على بر الوالدين وصلة الأقارب ومودة الأصدقاء وزيارتهم؛ فتتزين المجالس بالحب والتراحم والتواد، وتزول الأحقاد والمشاحنات والنفرة من النفوس.
حكم صيام أيام التشريق
يجوز صيام أيام التشريق وهي الأيام الثلاثة بعد يوم عيد الأضحى «الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة» لقوله صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله»
روى أحمد عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه رأى رجلا على جمل يتبع رحال الناس بمنى، ونبي الله صلى الله عليه وسلم شاهد، والرجل يقول: «لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب» وروى أحمد (17314) وأبو داود (2418) عن أبي مرة مولى أم هانئ أنه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص، فقرب إليهما طعاما، فقال: كل. قال: إني صائم. قال عمرو: كل، فهذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بفطرها، وينهى عن صيامها. قال مالك: وهي أيام التشريق.

سبب تسميتها بأيام التشريق
سميت بالتشريق لكثرة ما ينشر في الشمس من اللحم فيها، وهي أيام ذكر لله تعالى وشكر له، قال - صلى الله عليه وسلم-: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله»،
وحثنا الشرع الشريف على الإكثار من ذكر الله تعالى في أيام التشريق حيث يتأكد في هذه الأيام المباركة التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات، والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر، وقد امتثل الصحابة لذلك.
وكان عمر - رضي الله عنه - يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا. وأردف: كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي مجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة- رضي الله عنها -تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد.، [صحيح البخاري]