رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

لا أحد يعرف حقيقة شعور رجل مثل عمر البشير، وهو يتابع من محبسه ما يدور من حرب عبثية فى السودان، ولكن ما نعرفه أن الله تعالى لن يسامحه.

لن يسامحه لأنه كان على رأس البلد ثلاثين عامًا كاملة، فلما غادر الحكم غير مأسوف عليه، لم يشأ أن يكتفى بأن ينقسم بلده على يديه بلدين، ولكن البلد دخل فى حرب بين قوات الدعم السريع والجيش.. إنها حرب لا يعلم إلا الله وحده مدى ما يمكن أن تذهب إليه، وهى لا تخرج من هدنة إلا لتدخل فى تصعيد جديد.

وقد كان البشير لا سامحه الله ولا غفر له سببًا أساسيًا فى هذه الحرب التى تدمر كل ما فى طريقها، والتى دفعت بالكثيرين من السودانيين ليكونوا على قائمة اللاجئين، والمهاجرين، والهاربين من نار القتال.

كان هو السبب ولا يزال لأنه هو مَنْ أنشأ قوات الدعم السريع، وهو مَنْ أعطاها كل الدعم، وهو مَنْ جعلها قوة موازية للجيش فى البلاد، وهو مَنْ أطلقها فى دار فور ذات يوم، دون أن يبالى بأنها عندما تنتهى من مهمتها فى دارفور، سوف تستدير لتبحث لنفسها عن مهمة، ولقائدها عن موقع، ولكيانها عن وجود، ولهيكلها عن دور، حتى ولو كان ذلك على حساب السودان.

وبدلًا من أن تكون قوات الدعم السريع جزءًا لا يتجزأ من الجيش، فإنها صارت قوة موازية له، وأصبحت بالتالى عبئًا على الوطن وعلى أهله.

ولا تزال الحرب دائرة تأكل كل ما تجده فى طريقها، ولا يزال ضحاياها يتساقطون على طول الطريق دون أن يكون لهم ذنب فى شيء، اللهم إلا سوء حظهم البالغ الذى ألقى بهم فى طريق قوات لا همّ لها إلا السلطة، حتى ولو جاءت السلطة على جثة الوطن ومعها جثث البشر!

تراقب وأنت تتابع ما يجرى منذ انطلاق الحرب فى ١٥ أبريل، فلا يمكنك أن تصدق أن هؤلاء الذى يضربون الخرطوم بالمدافع سودانيون يحملون الجنسية السودانية، ولا يمكنك أن تتخيل أنهم أكلوا من أرض السودان ذات يوم، أو شربوا من مائه الجارى!

وإذا كانت المقدمات تؤدى بالضرورة إلى نتائجها، فالنتيجة التى نطالع حصيلتها المُرة بأعيننا كانت لها مقدمات، وكانت مقدماتها يوم أسس البشير قوات الدعم السريع، ثم وضع فى حوزتها ما لا تزال تضرب به السودان وتدمره، فلا سامحه الله ولا غفر له.

وعندما يأذن الله لهذه الحرب أن تخمد نارها ذات يوم، فإن ذنب كل ضحية من ضحاياها سوف يظل معلقًا فى رقبة البشير إلى يوم القيامة.