رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

مع استهلالنا لروائح عيد الأضحى المبارك، وفى أول أيامه يوم وقفة عرفات، استقبل المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها تكبيراته العظيمة، والتى بدأت فيها التكبيرات المعروفة للجميع وهى «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد»، ولا أخفى لكم شعورى بالعزة والعظمة عندما شرع المصلون بجوارى فى التكبير، بعد أداء صلاة فجر يوم عرفة بقريتى الحبيبة، وشعرت أيضاً باشتياق الجميع لرفع الصوت بهذه التكبيرات والخشوع فى قول «ولله الحمد»، ودار أمامى شريط طويل من المحن والمعاناة والحروب والمؤمرات، التى تعرضت لها الدعوة الإسلامية، فى بداية بعث الرسول صلى الله عليه وسلم، ومرورًا بالغزوات الثلاث، والسرايا التى خاضها المسلمون معه، والتى انتهت بغزوة الخندق، التى جمع لها المشركون، واليهود، والمنافقون لاستئصال شأفة الإسلام، وتلاها صلح الحديبية وفتح مكة، وأحداث كثيرة لم أذكرها، مرت على المسلمين وأيقن خلالها الجميع، أن هذه التكبيرات لم تأت من فراغ، بل إنها جاءت اعترافا بعظمة الخالق، ونصرته وهدايته وإعزازه للمسلمين، كما جاء فى قوله تعالى: «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ»، فمعنى كلمة الله أكبر أى أنه أكبر وأعظم وأجل من كُل شيء، مما يُشعر الإنسان بعظمة الله عز وجل، فى قلبه فى جميع أحواله، بحيث يذلّ ويخضع ويتواضع لخالقه، وما دار بذهنى ومتمم لهذه الآية الكريمة، هو مدى وقع هذه التكبيرات على أهل مكة، خصوصا من دخل منهم الإسلام حديثا، أو من بقى منهم على الشرك، ومدى رؤيتهم لعزة المسلمين وقوتهم وصبرهم على الايذاء والهجرة، وترك المال والأهل، والفرار بدين الله، ولك أن تتخيل معى طواف المسلمين وسعيهم وأداء المناسك، خلف قائدهم ورسولهم صلى الله عليه وسلم، فى وقت واحد وبخطوات منتظمة، وتكبيرات تزلزل قلوب من بقى على الشرك، وتواضع يملأ قلوب من أسلموا حديثا بالحب والرحمة والخير، وقد أراد الله عز وجل أن يرد للمسلمين يوم الحج الأكبر عزتهم وكرامتهم فى كل موضع وطأت فيه أقدامهم مكة بشعابها، وجبالها، وسهولها.

‏ وما أسعدنى أيضاً عندما قرأت توضيحًا أصدرته دار الإفتاء المصرية بأن المصريُّين درجوا من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا».

‏كل عام وأمتنا الإسلامية بخير، كل عام ونحن نعظم شعائرنا، ونؤدى مناسكنا، وننحر ذبائحنا، ونطعم فقراءنا، ونحنو على ضعفائنا، ونرحم الأرامل والمساكين، كل عام ومصرنا العزيزة سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.