عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 يبدو أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إلى الصين لم تحقق أهدافها.. وبتعبير أدق فشلت فشلاً ذريعاً.. فالتصريحات التى جاءت على لسان الرئيس بايدن، والتى وصف فيها الرئيس الصينى بالدكتاتور تؤكد أن الزيارة لم تأتِ بجديد.  

 كان بايدن يتحدث خلال حفل فى شمال كاليفورنيا حول حادث إسقاط المنطاد الصينى، وقال إن السبب الذى جعل شى جين يستاء هو أنه لم يكن يعلم بوجود المنطاد من الأساس، وأن هذا يمثل إحراجا كبيرا للدكتاتوريين يقصد الرئيس الصينى.  

 وما قاله الرئيس الأمريكى من تصريحات لا يمكن أن نأخذها على أساس أنها من قبيل التصريحات الغريبة التى اعتاد البعض على وصفها بأنها سقطة.. وكان آخر هذه التصريحات العبارة التى قال فيها حمى الله الملكة.. وهى جملة لم يكن لها محل من الإعراب.. وما قاله حول وصول سكان إفريقيا إلى مليار نسمة، فى الوقت الذى سجلت فية القارة هذا التعداد منذ 200٩.

 تصريحات بايدن لا يمكن باعتبارها على أنها سقطة أو هفوة.. خاصة أنها تأتى بعد يوم واحد من زيارة وزير خارجيته إلى الصين، ولكن يمكن اعتبارها رسالة تكشف عن فشل المحادثات التى أجراها بلينكن هناك.  

رد الفعل الصينى حول تصريحات بايدن يؤكد أيضا أن الأوضاع كما هى.. فالسجال الدبلوماسى عاد من جديد، واتهمت الخارجية الصينية الرئيس الأمريكى بممارسة الاستفزاز السياسى، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ماونينج إن التعليقات انتهكت بشكل خطير الكرامة السياسية للصين.  

لقد فشلت الزيارة التى تجمعت حولها كل الأوصاف.. زيارة كسر الجمود.. ومد الجسور.. وإذابة الجليد.. إنهاء الصراع.. الدفع نحو الحوار.. فتح قنوات الاتصال.. فشلت محادثات الـ11 ساعة فى بكين، وهى المحادثات التى كان يعوّل عليها الكثير من السياسيين فى فتح صفحة جديدة بين الدولتين.. والآن لا يبقى إلا ما قاله تشين لنظيره الأمريكى بايدن إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين فى أدنى مستوياتها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 79.

 والآن على العالم أن ينتظر جولة أخرى من المحادثات، ويجب ألا نغرق فى أوهام مجرم الحرب وزير الخارجية الأمريكى الأسبق العاشق للدماء هنرى كيسنجر، والذى تحدث بمناسبة بلوغة المئة عن حرب وشيكة بين الصين والولايات المتحدة وعن دمار وخراب ينتظر العالم.  

 لا أعتقد أن زعماء الدولتين سيذهبان إلى خيار كيسنجر.. لأنهما ببساطة يعملان من أجل استقرار ورفاهية شعوبهما.. وليس من أجل دمار وخراب لن ينجو منه أحد.. علينا أن نتمسك بالأمل من أجل مستقبل أفضل للعالم.