رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

الكلام عن توجه الولايات المتحدة الأمريكية ، لاتفاق حول برنامج إيران النووى، رغم ما ينطوى عليه من تفاؤل، والرغبة الدولية فى استقرار السلم والأمن، إلا أنه فى الجانب الآخر- فى إسرائيل- يثير مخاوف القادة السياسيين والعسكريين، من أن تكون «واشنطن»، على وشك أن تخون حليفها التاريخى، إما بسبب الفشل فى عرقلة استئناف العلاقات مع سوريا أولاً، والتقارب العربى- وبالذات السعودية ومصر- مع إيران ثانياً، وإما لمصلحة الانتخابات الرئاسية، التى- على ما يبدو- أن الرئيس الديمقراطى، جو بايدن، على استعداد لأن يتخلى بعض الوقت، عن الدعم المطلق لـ«تل أبيب»، حتى يحرم الرئيس الجمهورى السابق، دونالد ترامب، من دخول «البيت الأبيض» مرة ثانية.

 وسواء كان الحال هكذا، أو ربما كان مجرد تكهنات لخلافات مكتومة، يبقى الهاجس الذى يرعب، رئيس الوزراء الإسرائيلى  بنيامين نتنياهو، أن تكون «واشنطن» جادة، فى توقيع اتفاق سريع مع «طهران»، ربما يضيق مساحة الخلاف بين البلدين، وهو ما تنظر إليه «تل أبيب»، على أنه سيكون مكافأة سخية لإيران، من ناحية الاعتراف ببرنامحها النووى، ومن ناحية أخرى، تسييل أموالها المقيدة بالعقوبات، وتعتبرها مصدر تمويل ضخماً، يغطى كلفة إنتاج قنبلة ذرية، وهذا يفسر سر حماة «نتنياهو»، والقول بأنه لن يلتزم بأى اتفاق، بين «واشنطن» و«طهران»، رغم تطمينات الرئيس «بايدن» بضمان أمن إسرائيل، وتقييد فرص إيران لامتلاك سلاح نووى.

 ومع ذلك، تظل حواف التلاقى متباعدة، بين الرئيس الأمريكى «بايدن»، الذى يمضى فى تفاوض سرى مع إيران، عبر وساطة سلطنة عمان، لتوقيع الاتفاق النووى قبل انتخابات الرئاسة 2004، وبين رئيس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو»، الذى يتعمد إحراج الأمريكيين، عبر تهديده بضربة عسكرية منفردة لبرنامج إيران النووى، دون الحاجة لمساعدة الولايات المتحدة، وقد وجد نفسه مضطراً للتلويح بهذا السيناريو، طالما فشل فيما نجح فيه، رئيسا الوزراء السابقين، نفتالى بينيت ويائير لابيد، عندما استغلا علاقاتهما القوية بـ«البيت الأبيض»، فى تعطيل مفاوضات «ڤيينا»، فى آخر لحظات التوافق الأمريكى- الأوروبى، على توقيع الاتفاق الجديد مع إيران.

 وحتى نفهم هذا القلق بين القادة الإسرائيليين، علينا أن ننظر إلى ما يجرى من أحداث، تهدد بذهاب البلاد، إلى ما حذر منه الرئيس يتسحاق هيرتزوج نفسه، عندما تكلم عن بوادر حرب أهلية، فى حال أصر رئيس الوزراء، على مشروعه لإصلاح القضاء، الذى قوبل برفض غالبية الأحزاب، وباحتجاجات شعبية واسعة، ما زالت متواصلة إلى اليوم، قد تجبر «نتنياهو» على إحلال حكومة معتدلة، تعمل على إطفاء الحرائق، التى أشعلتها حكومته الحالية، بما أساء لها وزيرا الأمن الداخلى إيتمار بن عفير، والمالية بتسلايل  سموتريش ، اللذان ينتميان لأحزاب دينية متطرفة، وكانا السبب فى عدم دعوة «نتنياهو» لزيارة «البيت الأبيض» حتى اللحظة.

 وبصرف النظر عن الفتور فى علاقة البلدين، ينشغل «نتنياهو» حالياً، بالحرب على جبهات عدة، وهو يعتقد قدرته على تعويض ما خسرته إسرائيل، نتيجة ما يجرى من متغيرات إقليمية، غيرت مواقع وموازين القوى فى المنطقة، لدرجة أنه توهم حرباً محتملة، يستعد لها بمناورات «عربة النار» الضخمة، يحاكى فيها الجيش مواجهات، مع قوات من إيران وحزب الله، ويظن أنه سوف يحقق أهدافه دون حرب، حسب المنهج الإسرائيلى «الردع بالشك»، وهو منهج سقط مع مرور الوقت..ومع ذلك، من الصعب على «نتنياهو»، إقناع الحليف الأمريكى بمغادرة التفاوض مع إيران، حتى لو قايضه بالتخلى عن مطلب التطبيع مع السعودية..التى هى- أساساً- غير مهتمة.

[email protected]