باحث انثروبولوجي لـ"الوفد": اغتيال والي دارفور دورة جديدة لحرب أهلية

كشف خليل منون، باحث انثروبولوجي وعضو حزب الوفد، عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة في السودان، وتحديدًا بعد اغتيال خميس أبكر والي ولاية غرب دارفور بمدينة الجنينة.

اغتيال خميس أبكر والي ولاية غرب درافور

وقال منون، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، إن استهداف خميس أبكر والي ولاية غرب دارفور بمدينة الجنينة، منعطف خطير في الصراع الذي بدأ بالاقتتال المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ومخاطر مقتله توسع دائرة الصراع على أكثر من مستوى.

وأضاف الباحث انثروبولوجي وعضو حزب الوفد، أن والي غرب درافور، واحد من أبرز القادة العسكريين بالمنطقة، منطقة غرب السودان بإقليم دارفور، مشيرًا إلي أن في الآونة الأخيرة قد دخلت في مصالحات مع الحكومة السودانية "اتفاقية جوبا للسلام"، هو الاتفاق الذى وقع عليه محمد حمدان دقلو" حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع "ميليشا الجنجويد"، وأهم ضامنية، وبموجب هذا الإتفاق السلمي جاء خميس أبكر والي لولاية غرب دارفور".

مدينة الجينية

وأوضح عضو حزب الوفد، أن خميس أبكر، زعيم من بين زعماء حركات مسلحة عديدة تاريخية في الصراع السوداني قبل الثورة، والتي أعلنت وقوفها علي الحياد في الحرب الدائرة الآن، مضيفًا أنه تلقي خبر مقتله بحزن، ومبدأ الحياد علي الأقل في المجموعة المسلحة التي يقودها قد انتهي، قائلًا:" ما يعني أن هناك لاعب عسكري جديد يضاف للصراع السوداني المأساوي".

وأشار إلى أن مقتل والي ولاية غرب  دارفور، باب جديد لفتح صراع مسلحة سيؤدى إلى اندلاع حرب أهلية موسعة ومؤسسة على أساس عرقي بالغ التعقيد بمجتمع هش التماسك ويمتلك ذاكرة عنف عرقي طويلة، بين القبائل ذات الأصول السودانية وذات الأصول العربية.

وتابع أن اغتيال خميس أبكر، أبن قبيلة المساليت وأحد رموزها السياسية والنضالية، التي تعد من أكبر المجموعات ذات الأصول السودانية، لفت إلي أن قوات الدعم السريع "ميليشيا الجنجويد"، تعتمد على تركيبة عرقية عربية، مما يعني بداهة أن مقتل أبكر يمثل شرارة قد تفتح الباب للصراع العرقي ليس فقط بولاية غرب دارفور بل بإقليم دافور، على اتساع حجمه وترامي أطرافه، ما يشكل معضلة مضافة، من تدخلات خارجية من دول الجوار الغربي للسودان اذا ما وضعنا بعين الاعتبار والتقدير حجم امتداد القبائل بالسودان ودول جواره، فهي قبائل عابرة للحدود.

الجيش السوداني

اتّهم الجيش السوداني  قوات الدعم السريع بـ"اختطاف واغتيال" والي غرب دارفور خميس أبكر الذي كان قد حمّل، قبل ساعات من مقتله، هذه القوات المسؤولية عن انتهاكات ارتُكبت في الولاية وخصوصاً في عاصمتها الجنينة.

وقالت القوات المسلّحة السودانية في بيان إنّها "تدين بأشدّ عبارات الاستهجان التصرّف الغادر الذي قامت به ميليشيا الدعم السريع المتمرّدة (الأربعاء)، باختطاف واغتيال والي ولاية غرب دارفور خميس عبدالله أبكر" على الرّغم من أنّ "لا علاقة له بمجريات الصراع" الدائر منذ شهرين بين الطرفين.

وكان أبكر أحد زعماء حركات التمرد الموقعة على اتفاق جوبا للسلام مع الحكومة عام 2020 سعيا الى وضع حد لنزاع في الإقليم امتد زهاء عقدين.

وحتى الآن لم تعلق قوات الدعم السريع على هذا الاتهام.

وأتى مقتل أبكر بعد ساعات من تصريحات اتّهم فيها قوات الدعم السريع بـ"تدمير" مدينة الجنينة وإطلاق قذائف "على رؤوس المواطنين" في الجنينة حيث كان موجوداً.

وأضاف "المواطنون اليوم يُقتلون بطريقة عشوائية جداً وبأعداد كبيرة. اليوم عندنا أعداد كبيرة من الجرحى لا يجدون علاجاً. لا يوجد لدينا مستشفى (...) . الآن لا توجد أي مؤسسة صحية تقدّم خدمات للمواطنين".