رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 إذا كانت الغالبية التى انتخبت الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، قد فرحت بفوزه فى السباق الرئاسى، فاللاجئون السوريون فى بلاده قد فرحوا به أكثر. 

ولا سبب سوى أن أردوغان كان يتبنى خطاباً سياسياً مختلفاً إزاءهم خلال مرحلة الدعاية الانتخابية، وكان الاعتدال من جانبه فى قضيتهم يميز خطابه السياسى أكثر مما يميزه أى شىء آخر، وكان مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو يتبنى فى المقابل خطاباً سياسياً متشدداً فى قضية اللاجئين نفسها، وكانت القضية قد صارت وكأنها ورقة انتخابية فى السباق بينهما إلى القصر. 

كان الرئيس التركى يتحدث عن إعادة لمليون لاجئ منهم إلى بلادهم، ولكنه كان يتحدث عن عودة طوعية لا إجبارية، وكان كليتشدار على الناحية الأخرى يتكلم عن العكس، وكان ذلك مما أثار مخاوف كل لاجئ سورى فى تركيا، لأن مرشح المعارضة كان لا يخفى رغبته فى طرد اللاجئين السوريين! 

ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى تصبح فيها قضية اللاجئين ورقة سياسية فى مزاد سياسى كان يتصاعد بين الطرفين، فالخطاب كان يعلو ويرتفع كلما اقترب موعد حسم المعركة، سواء فى الجولة الأولى ١٤ مايو أو فى الثانية ٢٨ مايو. 

كان أردوغان نفسه من قبل قد استخدم هذه القضية فى علاقته مع الاتحاد الأوروبى، وكان يساوم بها الاتحاد كلما وجد فرصة مناسبة لذلك، وكان الأوربيون يدفعون له بسخاء حتى لا يطلق اللاجئين فى اتجاه أوروبا كما كان يهدد ويعلن على الدوام!.. وفى مرات كثيرة كان قد حصل على مساعدات من الاتحاد فى مقره فى بروكسل، وكانت القارة العجوز تخشى تهديداته وكانت تخضع وتدفع! 

ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً فى السباق الرئاسى التركى، لأن كل طرف من الطرفين كان يوظف ورقة اللاجئين بكل ما يستطيع، وكان التوظيف السياسى قد وصل مداه عندما أقدم تركى على قتل لاجئ سورى تحت ضغط حديث كليتشدار عن اللاجئين وعن رغبته فى ترحيلهم عن البلاد! 

وعندما وقعت جريمة القتل كانت حديث الصحافة التركية كلها، وهناك مَنْ قال عنها إنها ليست الأولى، وإنها الرابعة من نوعها فى تركيا منذ بدء الحملة الانتخابية.

والأمل كله أن تكون العودة السورية إلى جامعة الدول العربية، خطوة أولى نحو وضع حد لمأساة هؤلاء اللاجئين الذين صاروا كالمستجير من الرمضاء بالنار.