رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع العرض الذى قدمه اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات العامة، الذى اشترط عدة شروط، منها أن يمتنع الإخوان عن خوض أى انتخابات نقابية أو برلمانية لمدة خمس سنوات، على أن يتيح لهم النظام حرية الحركة، وصدقت توقعات عمر سليمان برفض مأمون الهضيبى الشروط رفضاً قاطعاً دون مناقشة العرض مع قيادات الجماعة الآخرين، وتدور الأيام وبدلاً من أن يلح الإخوان على عمر سليمان من أجل لقائه منفرداً، يسعى هو إلى طلب اللقاء بهم، كان عمر قد ترك جهاز المخابرات العامة وأصبح نائباً لحسنى مبارك وعليه مهمة أساسية وهى أن يجرى حواراً مع القوى السياسية المختلفة من أجل الخروج من المأزق، ويعترف عمر أنه من دعا الإخوان إلى مائدة الحوار، رغم أن نظام مبارك ولأيام قليلة سبقت هذه الدعوة كان ينظر للجماعة على أنها محظورة.

برر سليمان دعوته الإخوان إلى الحوار لأنه كما قال كان يعرف أن الجماعة هى التى تحرك الميدان فى هذا الوقت، ورغم أن معلومات رئيس جهاز المخابرات لم تكن دقيقة فإنه تعامل مع ما اعتقده على أنه أمر واقع، وكان أن دعا إليه محمد مرسى وسعد الكتاتنى للتفاهم والوصول إلى حل، لم يكن محمد مرسى وسعد الكتاتنى هما أول من دخلوا إلى قصر الاتحادية من الإخوان المسلمين، فقد فعلها الكتاتنى مرة واحدة من قبل، كان هناك من سبقوهما إلى ذلك، حيث التقى عدد من نواب الإخوان فى مجلسى الشعب والشورى مبارك فى القصر الجمهورى أكثر من مرة، المرة الأولى كانت فى العام ٢٠٠٥ عندما عقد مبارك اجتماعاً فى القصر الجمهورى فى نهاية الدورة البرلمانية بمناسبة إصدار قانون الضرائب، حضره وفد من نواب مجلسى الشعب والشورى، وكان من بين أعضاء الوفد الإخوانى أن مصطفى عوض الله وصابر عبدالصادق، المرة الثانية كانت فى العام نفسه ٢٠٠٥، عندما دعا مبارك عدداً من أعضاء مجلسى الشعب والشورى بمناسبة إقرار التعديلات الدستورية، وفى نفس الاجتماع قام بالتوقيع على قانون كادر المعلمين، وحضر من نواب الإخوان أربعة هم سعد الكتاتنى وصبحى صالح ومحمود مجاهد ومحمد الجزار.

انتقدت قواعد جماعة الإخوان المسلمين هذه المشاركة، خاصة أن بعضاً من نواب الجماعة خرج ليشيد بالإفطار فى القصر الجمهورى، وكيف كان مبارك ودودا مع الجميع، لكن فى العام ٢٠٠٩ وعندما دعا مجموعة من نواب اللجنتين العامتين لمجلسى الشعب والشورى لم يحضر الإخوان، لأنهم ببساطة لم يكونوا ممثلين فى اللجنتين، بما جعل الإخوان يعتقدون أن الأمر كان مقصوداً تماماً، ووقتها كان التفسير الأقرب إلى الصحة هو أن الإخوان بالغوا فى نقد الموقف المصرى من الحرب على غزة، فعاقبهم مبارك بعدم دعوتهم إلى القصر الجمهورى.

دخول الإخوان قصر الاتحادية فى ٢٠١١ كان مختلفاً، فى المرات التى دخلوه قبلها لم يكن مبارك يتحدث معهم من الأساس، بل لم يكن يعترف لهم بأنهم نواب للجماعة، كانوا بالنسبة له مجرد نواب مستقلين لا أكثر ولا أقل، لم يكن يتحدث معهم ولا غيرهم، وكان يكتفى بالسلام على الجميع فقط، كانت الثورة قائمة ونظام مبارك يتهاوى، لكن الإخوان لم يدخلوا القصر إلا من أجل الصفقات، وهنا استشهد بما ذكره الإخوانى هيثم أبوخليل الذى خرج عن الجماعة عندما وصلت إلى السلطة وعاد إليها فيما يبدو بعد أن تركتها، وفى كتابه «إخوان إصلاحيون»، وهو الكتاب الذى ضمنه دراسة شاملة عن طموح وجموح خيرت الشاطر، يقول هيثم أبوخليل قامت الثورة المصرية المباركة فى ٢٥ يناير، وأصدر الطاغية المخلوع مبارك تكليفاً لعمر سليمان بأن يتفاوض مع القوى الوطنية يوم ٣١ يناير، وبالفعل بدأ سليمان سريعاً، وكان أول لقاء سرى مع الإخوان شارك فى التحضير له أفراد من المخابرات العامة والجماعة الإسلامية، وللحديث بقية.

[email protected]