عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

الكلام عن استئناف العلاقات السياسية بين مصر وإيران، ربما كان يدور قبل أعوام، لكن بعيداً عن عيون الإعلام، والجديد فى الموضوع، أنه خرج للنور، أولاّ.. من العاصمة العراقية بغداد، التى استضافت أكثر من لقاء، جمع مسئولين مصريين وإيرانيين، بحثوا قضايا أمنية، كان من المهم تبريدها، قبل الكلام عن العلاقات بين البلدين، وثانياً..مع زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق مصر، الذى نقل رغبة كل من «القاهرة» و «طهران» فى استئناف العلاقات، التى تعرفون أنها انقطعت، فى العام1980، بعد شهور على ثورة «الخمينى» الإسلامية، احتجاجاً على توقيع الرئيس محمد أنور السادات، اتفاق سلام مع إسرائيل، واستضافته شاه إيران المطرود، محمد رضا بهلوى.

وثالثاّ..زيارة رجل الدين الشيعى، عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة الوطنى فى العراق، وكان يحمل رسائل تعكس استعداد القيادة الإيرانية للتقارب مع مصر، والتى لاقت ردوداً بالمثل من القيادة المصرية، وأظن أن زيارة «الحكيم»، لها من الأهمية، ما يمكن وصفها بـ«مهمة خاصة»، كون الرجل مجرد زعيم لحزب سياسى، وليس طرفاً فى الحكومة ولا فى الدبلوماسية العراقية، ما يعنى أن «بغداد» أرادت تطمين «القاهرة»، بثقتها فى القوى السياسية، بمختلف مذاهبها ـ والاعتماد على الدبلوماسية الشعبية، فى تولى مهام خارجية، وبالتالى علينا أن نفهم هنا فى «القاهرة»، أن مهمة «الحكيم»، تفويض عراقى بموافقة إيرانية.

الإشارات الواردة من «طهران»، تؤكد نجاح مساعى العراق، ومن بعدها مساعى «بن طارق» و«الحكيم»، وكلام المرشد الأعلى، على خامنئى، دليل على ذلك، وما قاله بأن إيران ترحب باستعداد مصر، لاستئناف العلاقات مع «طهران»، كان تتويجاً لمبادرة السلطان العمانى، التى انطلقت من مصر إلى إيران مباشرة، والتى ستعمل جنباً إلى جنب، مع غيرها من مبادرات، إلى حين تبادل السفراء، وهى اللحظة التى تثير قلق إسرائيل، وتخيب آمال قادة «تل أبيب» فى عزل إيران، فى ظل واقع إقليمى جديد، لعبت فيه الصين وروسيا، أدواراً فى إعادة ترتيب المنطقة، وأثمرت عن تقارب عربى- سورى، وإيرانى- إماراتى وسعودى ومصرى، وقريباً.. تركى - مصرى وسورى.

ومع هذا الزخم، فى اتجاه طى خلافات الماضى، أتذكر وقت أن زرت إيران، فى العام 2015، ضمن وفد صحفى، بدعوة من وزارة الخارجية، أن اكتشفنا رغبة الإيرانيين فى التقارب مع مصر والعرب، على عكس ما كان يروجه إعلام الغرب- الأمريكى بالذات - من أكاذيب، وأولئك الذين احترفوا تشويه سمعة إيران..الإيرانيون شعب متسامح، لا يتحدثون عن سنة وشيعة، وفضيلة العمل عندهم تسبق الكلام فى السياسة، وهو ما يفسر قفزة الاقتصاد الإيرانى لمستويات عالمية، وقد تكون له عوائد لمصر، فى إطار التعاون مع مجتمع الأعمال هناك، وهو بالضبط ما قاله لنا مسئولون وإعلاميون كبار، التقيناهم فى «طهران»، تمنوا عودة العلاقات بين البلدين.

لقد فاجأنا الخطاب الإيرانى، بما لم يكن فى الأذهان، لكن السفير خالد عمارة، رئيس بعثة المصالح المصرية هناك، وكنا فى ضيافته على العشاء فى مبنى السفارة، بدد عنا الدهشة، بأن الإيرانيين يحبون بلدنا، ولم ينقطعوا عن السفر والتجارة مع المصريين، حتى المسئولون فى «طهران»، قال السفير: كانوا يظهرون تطلعهم للعمل مع مصر، إلا فريقاً له الغلبة فى السلطة، كان يتمسك بإجراء مصالحة مع الإخوان المسلمين، وإدماجهم فى الحياة السياسية،.. وما دون ذلك، سوف تكون هناك عوائد كبيرة، مثل الاستقرار الأمنى، والتعاون الاقتصادى، فى حال تعود العلاقات الدبلوماسية إلى مسارها..القريب المنظور سوف يكشف عن كثير.

[email protected]