رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

ليس سرًا أن الوزير أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، جاء إلى منصبه من خلفية عملية فى القطاع الخاص، ولهذا، فإن خلفيته تغلب عليه فى عمله، ولا يمرر فرصة إلا ويعود فيها إلى التأكيد على أن هذا القطاع يستطيع أن يؤدى فى السياحة، بأفضل مما يمكن أن يؤدى القطاع العام.

والرجل لا يقول ذلك ويؤكد عليه من فراغ، ولا عن رغبة فى انحياز مع طرف دون طرف على غير أساس، ولكنه يقوله من فوق الأرضية التى عمل فيها من قبل، والتى اختبرها من خلال تجربة عملية مباشرة.

ومن حديثه تفهم أن وزارة السياحة يمكن أن تكون طرفًا منظمًا فى صناعة السياحة على أرض البلد، بأكثر مما يمكن أن تكون أى شىء آخر، ويمكنها أن تمنح تراخيص العمل للقطاع الخاص ثم تنظم وتراقب من بعيد.. ومن الوارد أن تتدخل طبعًا إذا دعت الضرورة.

إن طموحه للسياحة كما سمعت منه فى لقاء بالمتحف المصرى الكبير، يصل إلى ١٠٠ مليون سائح فى السنة، وهذا السقف لن يتحقق فى الغد، ولا بعد الغد، ولا سيتحقق لمجرد رغبة عندنا فى تحقيقه، ولكنه سيتحقق عندما تكون البنية الأساسية لدينا جاهزة لاستقباله، وعندما ننشط أكثر فى التسويق لما نملكه من امكانات سياحية لا يملكها سوانا.

ولأن الخلفية العملية كانت فى القطاع المصرفى، فهو يؤمن بلغة الأرقام أكثر، ويتحدثها كلما وجد نفسه مدعوًا إلى الحديث عما يقدمه فى نطاق مسئوليته.

ولا أدل على ذلك إلا هذا الرقم الذى يراه نصيبًا لنا فى حركة السياحة العالمية، ولكنه نصيب يحتاج إلى استعدادات تسبقه، من أول عدد الغرف الفندقية المتاحة لدينا، إلى طبيعة السوق السياحى الذى نراهن عليه للحصول منه على ما نستحقه، إلى توجهات السائح الذى يزورنا.. وهى توجهات تتنوع من سائح إلى سائح، ومن جنسية يحملها هذا السائح إلى جنسية يحملها ذاك السائح فى سوق السياحة.

ولأن هذا هو طموحه بالنسبة لصناعة السياحة على أرضنا عموماً، فطموحه للمتحف الذى يوشك أن يفتح أبوابه رسميًا للزائرين لا يختلف، لأن المقياس عنده هو متحف المتروبوليتان فى نيويورك.. إن هذا المتحف يحقق ٣٠٠ مليون دولار دخلًا فى السنة، والمتحف الكبير الذى يرى الهرم رأى العين لا يجب أن يقل، وإذا زاد فلن يكون قد حصل إلا على ما يناسب وزنه، وحجمه، وموقعه بين متاحف الدنيا.

الدولة تدعو القطاع الخاص إلى أن يعمل بقوة، وتقول أنها ترفع من طريقه ما قد يعوقه عن العمل، ولا يبتعد وزير السياحة والآثار عن هذا التوجه لدى الحكومة، ولكنه يسعى فى القلب منه ويتحرك فى اطاره.. أما أدواته فى ذلك فهى الأرقام، وأما لغته فهى اللغة التى تفهمها صناعة السياحة.