رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

٣١ مايو، تاريخ بالنسبة لى ليس عاديا، فهو يوم انطلاق صوت مصر ليصل إلى العالم، يوم نطق الراديو «هنا القاهرة» لم تكن عنوانا ولا مجرد مكان وانما رسالة ريادة مصرية جديدة فى المنطقة، ما زال تأثيرها باقيا وصوتها قويا رغم مرور ٨٩ عاما على انطلاقها، 

بالنسبة لى يأتى ماسبيرو فى المقدمة ليس فقط لاننى واحد من ابنائه وهذا شرف لى، وانما لانه تجسيد لقوة مصر الناعمة على مدار ما يقرب من قرن، تغير العالم وتبدلت احوال المنطقة وشهدت الدنيا تطورات عديدة فى وسائل الاتصال والاعلام، ومع كل تطور يستبق قليلو الخبرة والحنكة الأحداث ليعلنوا أن ماسبيرو فقد دوره لكنهم يكتشفوا انهم لا يعلمون قيمة هذا المبنى، فهو ليس مكانا من حجر، ولكنه رمز مصرى لا ينتهى دوره ولن يختفى صوته، بل سيظل عاليا بمهنيته ومصداقيته المتراكمة عبر عقود لدى المصريين والعرب.

قد تزاحمه بعض القنوات، وقد يخفت صوته قليلا لسبب أو لأخر، لكنه سرعان ما يعود، قوة ماسبيرو من قوة مصر، ولذلك سيظل قلبا اعلاميا نابضا، مدرسة يتخرج فيها الموهوبون واساتذة المهنة، ميكروفون يصدح صوته بالمهنية والوطنية، وشاشة يظل بريقها مهما تعددت المنافسة وازدحمت قائمة الريموت بقنوات وفضائيات مختلفة، ورغم ما يتمناه البعض من الكارهين لرموز الريادة المصرية من أن تتخلى الدولة عن ماسبيرو فإن المؤكد هو أن الدولة لن تتخلى عنه لانها لا تنظر لهذا المبنى باعتباره مقر يمكن أن يتغير أو ينتهى دوره، بل تراه جزءا من هوية مصر وعنوانا لرسالتها الاعلامية المتسمة بالموضوعية والحيادية والعروبة، ولهذا لن تفرط فيه بل ستتواصل رسالته وتستمر خطط تطويره والارتقاء بأدواته وقدراته الاذاعية والتليفزيونية كى يواكب العصر دائما، بالتأكيد يعلم الجميع انه ليس مطلوبا من ماسبيرو السبق فى زمن امتلأت فيه السموات المفتوحة بكل وسائل الاتصال الحديثة، الفردية منها والمؤسسية، وانما المطلوب من ماسبيرو الدقة ونشر الثقافة والتنوير وبناء الوعى وتأكيد الهوية الوطنية، التوعية بقضايا الوطن، وهو يقوم بهذا الدور على أكمل وجه.

نلمس هذا ونتابعه فى كل الأحداث الوطنية والايام الفارقة، فى المشروعات القومية، وفى التعامل مع التحديات التى تواجه الدولة، فنجد ماسبيرو بكل قنواته واذاعاته يبدع فى التناول الحرفى المهنى، واخر هذه المحطات الحوار الوطنى الذى يقدم فيه ماسبيرو اداء متميز عبر الإذاعة أو قناة النيل الاخبار التى أكدت أنها ما زالت رقما مهما فى معادلة الإعلام الاخبارى.

 بالتأكيد، سيظل ماسبيرو شامخاً ومتصدر المشهد الإعلامى فى مصر والعالم العربى، وسيظل رمزاً وطنياً وإعلامياً فريداً يتربع على عرش الإعلام فى مصر والوطن العربى، نتيجة التنوع والجودة العالية للإنتاج، والخبرة والتاريخ الإعلامى الطويل، والثقة الكبيرة لدى الجمهور، والابتكار والتجديد، والاهتمام بالمواهب الشابة وتجديد الدماء، بالإضافة إلى أنه يضم أحدث التجهيزات والتقنيات الحديثة فى هذا المجال.

وخلاصة القول.. أن ماسبيرو كنز وطنى ورمز إعلامى فريد، يحمل الكثير من الأثر الإعلامى والثقافى فى مصر والعالم العربى، ويمثل عنصراً أساسياً فى تعزيز الهوية الوطنية والتاريخية لمصر، ويستحق كل التقدير والاحترام للدور الهام الذى لعبه فى نشر الوعى والتثقيف والترفيه فى المجتمع المصرى والعربى، وللجهود الكبيرة التى يبذلها فى تطوير صناعة الإعلام والتكنولوجيا فى البلاد، ويقينا سوف يستمر ماسبيرو فى تقديم الإسهامات الهامة والمميزة فى المجال الإعلامى والثقافى والترفيهى وفى تعزيز الهوية الوطنية لمصر والعالم العربى.