رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

منذ أكثر من أسبوع خرج علينا تيدروس غبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بتصريح صادم.. التصريح كان تحذيرًا شديد اللهجة من خطر ظهور متحور جديد يتسبب فى اندلاع موجات جديدة من المرض والوفاة وربما يكون أشد فتكا من متحورات كورونا السابقة.  

 تحذيرات غيبريسوس كانت صادمة لعدة أسباب: أولها أنها جاءت مفاجئة وبدون أى مقدمات، والثانى أنه تحدث عن ضرورة الاستعداد لما أسماه بالوباء القادم وكأن الأمر واقع لا محالة، والثالث هو تأكيده على أن حالات الطوارئ الصحية فى المستقبل من الممكن أن تكون أسوأ من فيروس كورونا المستجد.  

وإذا أضفنا إلى ذلك أن التحذير جاء فى بيان رسمى أصدرته المؤسسة وليس مجرد تصريحات ارتجالية قد تحمل عدة أوجه فإن الأمر يتعلق بتحذير قد يصل إلى درجة اليقين.  

وبقراءة متأنية لتصريحات مدير منظمة الصحة العالمية فإن الرجل يخلى مسؤوليته من الخطر القادم.. فإذا تأملنا تلك العبارة التى تضمنها البيان والتى يقول فيها لا يمكننا أن نهمل هذا الأمر ويتساءل إذا لم نستعد الآن فمتى نستعد؟ هل يكون ذلك عندما يطرق الوباء التالى الباب؟ وذلك سيحدث.. يجب أن نكون مستعدين بشكل حاسم وجماعى.  

 تصريحات مدير عام الصحة العالمية أثارت مخاوف العديد من العلماء أما نحن هنا فى الشرق الأوسط فلم نهتم بها كثيرا ربما لأنها جاءتنا من هناك.. من أمريكا  وربما تأخذ وقتا طويلا فى الوصول إلينا.. أو قد  نكون غير معنيين بها أصلا.  

 لكن بالأمس جاءنا التحذير من هنا من منطقتنا من الشرق الأوسط، تحذير لا يقل خطورة عن التحذير الذى جاءنا من هناك.  

التحذير أطلقة البروفيسور تونى تشان رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» أمام 1500 عالم وبروفسير وباحث يمثلون 150 جامعة من 50 دولة وذلك فى المؤتمر العالمى للتنمية المستدامة الذى نظمته جامعة الملك عبد الله بالتعاون مع مجلة التايم العالمية.. قال الرجل بكل وضوح على الجامعات العالمية أن تعلن الحرب استعدادا لكارثة بشرية وبيئية قادمة ستحدث خلال سنوات قليلة، وأضاف أنا أعى ما أقول وأقصد الحرب بمعناها لأنه التوصيف الدقيق لما يجب أن يكون.  

البروفيسور تشان قال نحن نشعر باليأس لكن فى نفس الوقت نتمسك بالأمل.. لا يجب أن نترك أنفسنا للاستجابة البطيئة وغير الفعالة من جانب الجامعات وقت جائحة كورونا.. علينا أن نستعد من الآن للكارثة الجديدة خاصة فيما يتعلق بأزمة المناخ والتنمية المستدامة.. لا يجب أن تستمر الجامعات العالمية فى حالة التراخى التى تبدو عليها إلى هنا إلى هنا انتهى تحذير تونى تشان.  

 التحذير هذه المرة جاءنا من هنا.. فإذا أضفنا إلى ذلك التحذير الذى جاءنا  من هناك.. فإن الأمر يبدو أنه واقع لا محالة، وأن علينا أن نستمتع بالسىء لأن الأسوأ قادم.