تحليق مكثف للطيران في سماء أم درمان (شاهد)

علق الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، مشاركته في المفاوضات الجارية مع "الدعم السريع" في مدينة جدة السعودية، الهادفة للتوصل إلى حلول تضمن عودة الاستقرار المفقود إلى المشهد بالسودان منذ ما يزيد على شهر كامل، بحسب ما أكدته مصادر عسكرية سودانية لـ"القاهرة الإخبارية".

تحليقًا مُكثفًا لطيران الجيش

وقال عثمان الجندي، مراسل من أم درمان، إن المدينة السودانية شهدت خلال الساعات الأخيرة، تحليقًا مُكثفًا لطيران الجيش، كما تم إغلاق الجسر الواصل بين أم درمان والعاصمة الخرطوم.

وأضاف أنه حتى الآن لم تشهد أم درمان تجددًا للمعارك بين طرفي الصراع، مؤكدًا أن تردي الأوضاع الإنسانية كان السبب الرئيسي وراء انسحاب الجيش السوداني من مفاوضات جدة.

وأشار إلى أن تأثر الأوضاع الإنسانية في عدد من الولايات السودانية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، بما في ذلك تأثر إمدادات المياه وتردي خدمات الإنترنت.

وكانت المحادثات بين طرفي النزاع بدأت أوائل مايو الجاري، وأسفرت عن التوصل إلى إعلان مبادئ ينص على الالتزام بحماية المدنيين، فضلًا عن اتفاق بين الطرفين على وقف إطلاق النار لفترتين قصيرتين.

وتسببت الاشتباكات التي تشهدها السودان منذ ما يزيد على شهر، في مقتل المئات ونزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم، من بينهم 350 ألف شخص عبروا الحدود إلى بلدان مجاورة.

وتعرضت بعض المناطق في العاصمة السودانية الخرطوم، لأعمال نهب كبيرة وتعاني من انقطاع متكرر للكهرباء والمياه، كما توقفت معظم المستشفيات عن العمل. 

وتشهد السودان حاليًا عددًا من التحديات والأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية، وتعد عملية الانتقال الديمقراطي والتي بدأت عام 2019 بإطاحة النظام السابق الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثين عامًا هي أحد أبرز الأحداث المؤثرة على الوضع الراهن في السودان.

أبرز التحديات التي تواجه السودان حاليًا:

الأزمة الاقتصادية: يعاني السودان من أزمة اقتصادية خانقة، حيث تشهد البلاد تضخمًا عاليًا وارتفاعًا في أسعار السلع الأساسية والوقود، مما يؤثر على قدرة الحياة للمواطنين، وتعتبر الأزمة الاقتصادية أحد العوامل التي تسببت في الاحتجاجات المتكررة التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة.

تحديات الأمن: تشهد البلاد حاليًا تحديات أمنية عديدة، حيث يواجه الجيش السوداني المسلحين في عدد من الولايات، بما في ذلك ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق، وتتسبب الأعمال العنيفة في تشريد الآلاف من السكان وزيادة الحاجة إلى المساعدة الإنسانية.

الصراعات القبلية والعرقية: وتشهد البلاد أيضًا صراعات واشتباكات بين بعض المجموعات القبلية والعرقية، والتي قد تتطور إلى أعمال عنف وصراعات مسلحة في بعض المناطق، وتتسبب هذه الصراعات في تشريد الآلاف من السكان وتأثيرهم على الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلاد.

وتحتاج السودان إلى جهود دولية وداخلية مشتركة لتحسين الوضع الراهن ومواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها، ويجب على الحكومة السودانية اتخاذ إجراءات جادة لتحسين الاقتصاد وتوفير الخدمات العامة وتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، بالإضافة إلى قيام الأطراف المتحاربة في الصراعات المسلحة بالعمل على إيجاد حلول سلمية للصراعات وتحسين الحوار والتعاون السياسي بينها.