المتابع لجلسات الحوار الوطنى الذى دعا إليه رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسى يجد أن هناك إجماعاً بشأن إجراء انتخابات المجالس المحلية فى أسرع وقت نظراً لأن هذه المجالس المحلية تحقق غرضين أولهما أنها مجالس ذات صفة رقابية فى الإطار المحلى، وثانيها أنها مجالس تدريبية وإعداد كوادر للقيادة فيما بعد الأمر الذى نفتقده منذ عام 2008.
عودة الإدارة المحلية نراها جميعاً أمراً هاماً للغاية، وذلك لأن المواطن يمارس من خلالها حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن أهميتها فى تطبيق الديمقراطية، كما أن المواطن يمارس العملية الديمقراطية من خلال المجالس المحلية بشكل غير مباشر أو بطريقة مباشرة عندما تهتم المجالس بمعرفة آراء المواطنين من خلال لجان التحقيق التشاركى أو من خلال لجان الموازنة التشاركية، واستفتاء آراء المواطنين فى قضايا محلية رئيسية، فضلاً عن أن المواطنين يحصلون على الخدمات العامة من خلالها فى تقريب الخدمة للمواطن بدلاً من الذهاب للعاصمة سواء الصحية أو التعليمية، لذلك نرى أهمية وجود المجالس المحلية لاعتبارات عديدة، لأنها وسيلة من الوسائل الهامة لرفع العبء عن كاهل أعضاء المجالس النيابية، كما أن المجالس المحلية تلعب دوراً تكاملياً مع دور أعضاء المجالس النيابية، حيث تعطى فرصة للنائب ليقوم بدوره الرقابى، كما أن وجودها بمثابة آليات رقابية قوية للقضاء على الفساد فى المحليات.
إن وجود عضو المجلس المحلى يسهل معرفة المشكلات بشكل مباشر فى القرى والمراكز والأحياء على مستوى المحافظات، ولا ننسى أن الدستور شدد على أهمية المجالس المحلية فى 9 مواد فى الفصل الثانى الخاص بالسلطة التنفيذية، وأكد أن كل وحدة محلية لا بد أن يكون بها مجلس محلى منتخب من المواطنين، ولا يخفى على أحد أن قانون المحليات لا يرتبط فقط بانتخابات المجالس الشعبية المحلية ولكنه يتشابك مع عدد من الوزارات مثل الإسكان والنقل والمالية والصحة والتضامن والداخلية، وسلطات المجالس الشعبية وحق الرقابة والمساءلة وحصانة العضو، وسلطات المحافظين ورؤساء الأحياء والمدن، خاصة أن منح سلطات للمحليات هو أحد أهم أسس الإدارة الحديثة، ومن شأنه أن يخفف العبء عن الحكومة والبرلمان مما يجعلنا نؤكد على أهمية إجراء انتخابات المجالس المحلية فى أسرع وقت.
حفظ الله مصر جيشاً وشعباً وقيادة