رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النبي حث على حسن معاملة الجار حتى لو يهودي

الدكتور محمد كمال
الدكتور محمد كمال أمين الفتوى

قال الدكتور محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "إن سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمرنا وأوصانا بحسن معاملة الجار بصرف النظر عن دينه حتى لو يهودي، مستشهدًا بالحديث النبوى الشريف، إذْ قال سيدنا النبي: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"". 

 تابع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "حق الجوار من الأمور التى رغب فيها الشرع الشريف، وسيدنا النبي كان يكثر بالإحسان بالقول والفعل للجار، وتعلم منه الصحابة هذا، وليس الأمر قاصرًا على الجار المسلم، بل حتى المسيحيي واليهودي، شوف سيدنا عبدالله بن عمر، من كبار الصحابة، كان يعمل بحديث النبي، وكان يذبح شاةً يتصدق بها فكان يقول لأهل بيته أهديتم جارنا اليهودي، فهذا دليل أن معاملة الجار تشمل الجميع، أحسن معاملته اتبع جنازته". 

وزير الأوقاف في خطبة الجمعة: "حق الجار عام وليس المسلم فقط"

 

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خطبة الجمعة بمسجد "البحر" بدمياط بعنوان: "الجار مفهومه وحقوقه"، قال فيها: "إن الإسلام عُني عناية خاصة بالعلاقات الإنسانية وعمل على إقامتها على أسس من التراحم والتكافل والتسامح والتعاون، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) خير الناس لأهله، وخير الناس لأزواجه وخير الناس لأبنائه وخير الناس لأحفاده وخير الناس لأصحابه وخير الناس لجيرانه وخير الناس للناس أجمعين".

وقد عني (صلى الله عليه وسلم) بالجار عناية خاصة من منطلق المنهج الإسلامي الرباني، إذْ يقول (صلى الله عليه وسلم): "ما زالَ جبريلُ يُوصِينِي بالجارِ حتى ظننتُ أنَّهٌ سيورِّثُهُ"، وقال (صلى الله عليه وسلم): "واللهِ لا يؤمنُ، واللهِ لا يؤمنُ"، قيل: مَن يا رسولَ اللهِ؟ قال: "الذي لا يأمنُ جارُهُ بوائِقَهُ"، ولم يقل (صلى الله عليه وسلم) الذي لا يؤذي جاره، أو الذي لا يقع منه أذي وإنما " الذي لا يأمن جاره بوائقه " أي  الذي يتوقع منه الأذى، فإذا كان الجار يُخشى منه الأذى فقط.

 لا يطمئن جاره إليه فهذا يقع تحت قوله (صلى الله عليه وسلم): واللهِ لا يؤمنُ، واللهِ لا يؤمنُ"، وجاءَ بعضُ الناسِ إلى سيدِنَا رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلم) وذكرُوا له امرأةً صوامةً قوامةً، تصومُ النهارَ وتقومُ الليلَ إلَّا أنَّها تُؤذِي جيرانَها بلسانِهَا، قال (صلَّى اللهُ عليه وسلم): "هي في النّار"، ويقول سبحانه: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ"، وهنا بدأ النص القرآني بذكر عبادة الله سبحانه وعدم الإشراك به والتوصية بذي القربى واليتامى والمساكين، وجاء ذلك على سبيل الإجمال.

 

أما عند الحديث عن الجار فجاء على سبيل التفصيل فقال: "وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ"، فالجار  "ذي القربى"،  هو الجار الذي بينك وبينه قرابة، فإذا كان جارك من ذوي القرابة صار له أكثر من حق؛ حق الجوار وحق القرابة، أما الجار الجنب فهو الجار الذي ليس بينك وبينه قرابة، وسئل الإمام الأوزاعي (رحمه الله) عن الجوار؟ فقال أربعون دارًا، وقال بعض أهل العلم: إن كل من جاورك في قرية أو محلة أو مدينة فهو جار لك، يقول سبحانه مخاطبًا نبيه (صلى الله عليه وسلم): "ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا"، فوصف أهل المدينة جميعًا بالجوار، غير أن حقوق الجار تزداد كلما اقترب منك قرابة أو دارًا، فلما سألت السيدة عائشة (رضي الله عنها) يا رسولَ اللهِ ! إنَّ لي جارينِ فإلى أيِّهما أُهْدِي ؟ قال : "إلى أقربهما منكَ بابًا"، فكل من جاورك في عمل أو في سكن أو في سفر فله حق الجوار، فإن استغاث بك أغثته، وإن استعان بك أعنته، وإن سألك أعطيته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، يقول (صلى الله عليه وسلم):"وإذا اشتريتَ فاكهةً فأهدِ لهُ فإنْ لم تفعلْ فأدخلْهَا سرًا" لا أنْ تتباهَى بهَا أمامَهُ، أو أنْ تستعلِي بقدراتِكِ وإمكاناتِكَ الماديةِ عليه، "ولا يخرجُ بها ولدك ليغيظ ولده".


 كان سيدُنَا عبدُاللهِ بن عمرَ بن الخطابِ (رضي اللهُ عنهما) إذا ذبحَ شاةً يقولُ: أرسلوا لجارِنا اليهوديِّ منهَا، وكان يخصه بالذكر خشية أن يهملوه، فالجار حقه عظيم، إذْ يقول (صلى الله عليه وسلم): "مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يؤذِ جارَهُ"، ولم يقف الأمر عند كف الأذى، بل قال: "مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليحسنْ إلى جارهِ"، وقال بعض العلماء ليس معنى الإحسان إلى الجار في كف الأذى عنه بل في تحمل الأذى منه والصبر عليه، فهذا واجبنا وهذا ديننا، فما أعظم هذا الدين في توطيد العلاقات وبث روح المودة والتراحم بين الناس جميعًا.

جاء ذلك خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع عبر فضائية الناس، اليوم الخميس. 

 

شاهد الفيديو..