رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى الذكرى الثالثة والسبعين على رحيل صوت الشعب

الشيخ محمد رفعت.. قيثارة السماء

هناء حسين حفيدة
هناء حسين حفيدة الشيخ محمد رفعت

حفيدته: صوت جدى كالحرير.. ودموعه تسبق تلاواته

 

استطاع قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت أن ينتزع مكانه كمقرئ كبير وهو لم يتجاوز العشرين عامًا من عمره، خاصة بعد أن اجتمع فى صوته وإنشاده كل مقومات الصوت الذى يزلزل وجدان كل مستمعيه، ويثير فى نفوسهم كوامن الإيمان.

وبمرور الأيام أثبت بترتيله الساحر تناغم القرآن الكريم، فيظهر انسجام الألفاظ وتآلف المعانى وقوة التصوير وروعة الإيحاء فى بساطة معجزة، فقد كان يعرف مواضع الترهيب والزجر وأساليب التشويق والترغيب، ولم يكتف بما حصّله من ثقافة القرآن وتلقى دروس فى تفسير القرآن وعلم القراءات السبع، وإنما اتجه إلى دراسة الموسيقى كعلم له قواعد وأصول حتى تعرف على كبار الملحنين وحفظ منهم عشرات الأدوار والطقاطيق والمواويل والتواشيح والقصائد الدينية، وعندما رحل عن دنيانا فى التاسع من شهر مايو 1950، وأحصيت تركته، وجدت عنده مكتبة كبيرة تحوى جميع سيمفونيات بيتهوفن وموزارت وباخ، فقد كان يستمع إليها خلسة فى الليل حتى لا يتهم بـ«التفرنج».

الشيخ محمد رفعت

حفظ القرآن فى كُتّاب «بشتك».. وجلس 30 عاماً على دكة التلاوة بمسجد فاضل باشا

 

لم يكن الشيخ «رفعت» الملقب بقيثارة السماء، ذلك اللقب الذى أطلقه عليه المعجبون والمستمعون لوصف صوته العجيب «الروحانى» الملائكى يسعى إلى شهرة، بقدر ما كان يعيش القرآن، حتى أنه كان شديد البكاء عند تلاوة آيات الذكر الحكيم، حتى عرف بـ«البكاء» بسبب دموعه خشية من الله عز وجل.

الشيخ محمد رفعت بمثابة «صوت الشعب»، حيث مثل صوته فى قرآن المغرب أو أذانه جزءًا مهمًا من ذاكرة المصريين جميعًا، عاش حياة حافلة فى جوار القرآن وخدمته، وكما قال عنه الشيخ محمد الصيفى كبير القراء رحمه الله: إن «رفعت» لم يكن كبقية الأصوات تجرى عليه أحكام الناس، لقد كان هبة من السماء، وقال عنه شيخ الأزهر الراحل الإمام مصطفى المراغى: هو منحة من الأقدار حين تهادن وتجود، بل وتكريم منها للإنسانية.

«الوفد» التقت حفيدة الشيخ محمد رفعت فى الذكرى الثالثة والسبعين على رحيل صاحب مقولة «قارئ القرآن لا يهان» لتروى الكثير عن حياته وأسراره.

ولد بـ«درب الأغاوات» بالمغربلين.. وبيته فى «البغالة» ملتقى المسلمين والأقباط

 

فى البداية تقول الحاجة هناء حسين حفيدة الشيخ محمد رفعت عن بداياته ونشأته: جدى اسمه محمد رفعت محمود رفعت محمد رفعت، فهو اسم مركب للأب والجد، وقد ولد فى التاسع من مايو عام 1882، بدرب الأغاوات بحى المغربلين، وتوفى فى نفس التاريخ عام 1950، وهذا دليل كرامة أن يتوفى أيضاً فى نفس تاريخ ميلاده، وفى يوم ميلاده تمت ترقية والده الذى كان يعمل ضابط شرطة، حتى أصبح مأمورًا لقسم الجمالية، وقد كان جدى شديد الجمال وولد مبصرًا، وعندما أتم العامين من عمره أصيب بالرمد حتى فقد بصره نهائيًا فى إحدى عينيه، وضعف البصر بالعين الأخرى، فقرر والده أن ينذره للقرآن الكريم فألحقه بكتاب «بشتك» بجامع فاضل باشا بدرب الجماميز فى السيدة زينب الذى عين فيه بعد ذلك قارئًا للسورة فى عام 1918 وهو فى الخامسة عشرة من عمره، وقد أتم حفظ القرآن وعمره 6 سنوات على يد الشيخ محمد حميدة ونال إجازة على يد الشيخ عبدالفتاح هنيدى، لكن شاء القدر أن يتوفى والده وعمره لم يتجاوز 10 سنوات فأصبح العائل لأسرته والتى كانت تتكون من والدته وخالته وشقيقه محرم، وكان الشيخ بارًا بهم ومن رهافة حسه أنه كان يعطى خالته الأجر الذى كان يحصل عليه من القراءة حتى لا يشعرها أنها غريبة، وبدأ يقرأ فى المأتم وليالى الذكر فى منطقته وجذب كل المستمعين له، بالإضافة إلى ذلك بدأ يتعلم فنون وأسرار القراءات والتلاوة على يد الشيخ البغدادى والشيخ السمالوطى، وهما من كبار العلماء فى ذلك الوقت، ولم يكتف بهذا فقط فقد اتجه لتعلم الموسيقى وعزف العود، وقام بغناء بعض القصائد فى محطات الإذاعة الأهلية وقتها مثل «وحقك أنت المنى» و«أراك عصى الدمع» وكان وفيًا لكل من حوله، حتى إنه ظل يقرأ فى مسجد فاضل باشا إلى أن اعتزل من قبيل الوفاء للمسجد الذى شهد قراءته منذ الصغر.

الشيخ محمد رفعت

أسرته

وعن أسرة الشيخ رفعت قالت حفيدته: عندما بلغ جدى سن الخامسة عشرة أرادت أمه أن تزوجه، فاختارت له عروسًا فى الحادية عشرة من عمرها، ولم يستمر الزواج أكثر من ستة أشهر وكان أصلا غير راضٍ عن هذا الزواج وهو فى هذه السن، وعندما أتم السابعة عشرة من عمره تزوج من جدتى زينب سالم، وهى من قرية الفرعونية بمحافظة المنوفية، واشترط وقتها أن تكون قوية البنية لتتحمل ظروفه وكانت خير سند ومعين له فى مرضه الذى طال لأكثر من ثمانى سنوات، وكانت من أصول طيبة وأنجب منها أولاده «محمود» وقد توفى فى صغره عام 1906 و«محمد» وكان بمثابة سكرتير الشيخ رفعت الخاص يتحرك معه فى كل مكان، و«أحمد» و«حسين» و«بهية»، أما أحفاده فأبرزهم نبيل محمد رفعت وإبراهيم أحمد رفعت وهناء حسين رفعت وعلاء حسين رفعت، وكان بيته فى منطقة «البغالة» بالسيدة زينب بمثابة مجمع الأحباب من مسلمين ومسيحيين ومنهم الموسيقار محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وفتحية أحمد الملقبة بـ«مطربة القطرين» ونجيب الريحانى وبديع خيرى وفكرى أباظة وكامل الشناوى وليلى مراد وعبدالله أحمد عبدالله ومحمود السعدنى.

الشيخ محمد رفعت

جالس البسطاء والفقراء.. ولا ينام قبل أن يطعم فرسه الخاص ويسقيه

طيار كندى سمعه يتلو سورة مريم فطلب مقابلته وأسلم مع أسرته على يديه

 

وقد عاصرت جدتى رحمها الله، وبالرغم من أننى كنت صغيرة وقتها، لكننى عاصرت أشياء كثيرة فى حياتها، حتى أننى أشعر أن الله قد كافأها لذلك، فعندما توفيت ماتت فى ليلة القدر فى السابع والعشرين من رمضان وهى ساجدة تصلى العشاء.

الشهرة

وتواصل حفيدة الشيخ محمد رفعت قائلة: كان والدى يحكى لى أن جدى حقق شهرة واسعة حتى قبل افتتاح الإذاعة 1934، ونال محبة الناس، وكان الملك فاروق والنحاس باشا يحرصان على سماعه، فقد كان يقرأ يوم الجمعة فى مسجد فاضل باشا، وفى هذا اليوم كان التجار يحضرون من أنحاء النجوع والقرى بالمحافظات إلى القاهرة للتسوق والشراء، وكان مسجد الشيخ فاضل باشا بمثابة نقطة تجمعهم، فكانوا لا يستمعون لصوت جدى، ومن هنا حقق شهرة كبيرة قبل افتتاح الإذاعة، لدرجة أن (تروماى نمرة 5) الذى كان يمر بالقرب من شارع المسجد آنذاك كان يتوقف من شدة الزحام، فكان الناس يفترشون الشارع، وبعضهم كان يصلى الفجر وينتظر بالمسجد للحاق بمكان للاستماع لصوت الشيخ رفعت فى قراءة الجمعة، فقد كان منذ صغره يمتاز بحلاوة الصوت حتى إن شيخه فى الكتّاب كان يرشحه لإحياء الليالى والسهرات القرآنية.

الشيخ محمد رفعت

الإذاعة

وتضيف الحاجة هناء: كان جدى أول من افتتح بصوته الإذاعة المصرية بالآيات الأولى من سورة الفتح، فكان أول من تلا القرآن الكريم فيها بعد أن طرح اسمه عن طريق البرنس محمد على ابن عم الملك فاروق، والذى كان من عشاق صوت جدى، وأصبح من وقتها قارئا بالإذاعة، ففى بداية عمل الإذاعة كان يتم الارتباط بينها وبين المقرئين عن طريق تعاقد شهرى يتقاضى من خلاله القارئ مبلغًا من المال، ولدىّ كم من العقود لكل قراءة كان يقرأها يوميًا، وقد ساعدت الإذاعة فى شهرته وأصبح له جمهور عريض داخل مصر وخارجها، فالتف حولها الشعب العربى، واستمر فى التلاوة مرتين كل أسبوع، وكانت إذاعات لندن وبرلين وباريس تذيع تسجيلاته أثناء الحرب العالمية الثانية، ومما علمته من والدى أن جدى رحمه الله اعترض فى إحدى المرات على أن أم كلثوم كانت تتقاضى أجرا أعلى منه، لأنه كان غيورًا على القرآن وكان يدرك أن قراء القرآن لهم كل التقدير والاحترام، ولذلك كان يجد عدم قبول من مسئولى الإذاعة، وقد كان مترددًا فى بداية الأمر أن يقرأ فى الراديو «الإذاعة» لأنه كان يخشى أن يكون هذا الجهاز موجودًا فى مكان غير طاهر، وقد طمأنه الشيخ «السمالوطى» بأن قراءة القرآن فى الراديو ليست حرامًا، وأنه يعد وسيلة لسماع الناس صوته بالقرآن الكريم ومن وقتها اطمأن قلبه وبدأ يقرأ فى الإذاعة.

تروماى نمرة (5) كان يتوقف يوم الجمعة أمام المسجد بسبب الزحام على سماع صوته

استفتى شيخ الأزهر للقراءة بالإذاعة.. ولندن وبرلين وباريس تذيع تسجيلاته أثناء الحرب العالمية الثانية

الشيخ محمد رفعت

تراث الشيخ

وعن كيفية حفظ تراث الشيخ رفعت قالت حفيدته: إن جدى لم يترك تراثًا كثيرًا من القراءات المسجلة، وجميع التسجيلات الموجودة الآن تمت بواسطة أحد محبيه، وهو زكريا باشا مهران عضو مجلس الشيوخ المصرى، وهو أحد أبناء مركز القوصية بأسيوط فى صعيد مصر، والتى جمعها حبًا فى جدى، وكان حريصًا على تسجيل حفلات الشيخ رفعت والتى كانت تذيعها الإذاعة المصرية على الهواء، واستطاع تسجيل 60 ساعة صوتية منها 30 ساعة هى التى تتم إذاعتها حاليًا، والـ(30) ساعة الأخرى تتم معالجتها فنيًا الآن داخل استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى، وقد حصلنا على هذه الأسطوانات من زوجته زينب هاشم مبارك، والحمد لله عمل والدى على إعادة وإصلاح ومعالجة هذه الأسطوانات وأهدى الإذاعة 30 ساعة بلا مقابل، وحالياً نحن نستكمل المسيرة لإنقاذ بقية تراث جدى، وللعلم فإن زكريا باشا مهران له فضل كبير، عندما مرض جدى وتوقف عن التلاوة بسبب مرضه، وظل فى منزله فترة كبيرة حتى استنفد كل ما لديه من مال، طرح أحبابه فكرة لجمع مال من أجله، حتى جمعوا له أكثر من 50 ألف جنيه وهو مبلغ كبير جدًا وقتها لكنه رفض أخذها، فقدم زكريا باشا للإذاعة تسجيلات نادرة للشيخ مقابل معاش شهرى له قيمته عشر جنيهات لكن جدى توفى قبل أن يتسلمه.

عشاقه ومحبوه

وتضيف حفيدة الشيخ محمد رفعت: أن هناك الكثير من عشاق جدى أبرزهم الموسيقار محمد عبدالوهاب الذى عبر عن افتتانه بالشيخ رفعت فى مذكراته وهو يقول: نشأت بينى وبين الشيخ رفعت صداقة عميقة، حتى إننى كنت أزوره وأسهر معه فى بيته بحى البغالة، وكان ينشد لى بعض القصائد بطريقة ساحرة، ويضيف: كنت عندما أستمع إلى الشيخ رفعت وهو يتلو القرآن الكريم أتحول من صديق إلى خادم وأجلس تحت قدميه وتنهمر دموعى من عينى وأنا أستمع له فى خشوع، حتى إننى كنت أدعو أصدقائى لسماع الشيخ رفعت، حتى إن الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب ظل صديقًا لوالدى بعد وفاة جدى الشيخ رفعت، كذلك فإن أصدقاء كثيرين كانوا قريبن من جدى منهم السياسى الكبير فكرى أباظة والكاتب الصحفى محمد التابعى والشاعر الكبير أحمد شوقى وكامل الشناوى وزكريا أحمد وأيضاً الفنان نجيب الريحانى الذى كتب مقالة نشرت فى مجلة المصور عام 1949م بعنوان «نزهة الحنطور مع الشيخ رفعت» والتى قال فيها: «لابد أن أعترف بفضل القرآن على تفكيرى وطريقة عملى، فقد قرأته مترجمًا للفرنسية عدة مرات ثم اتصلت بالإمام المراغى شيخ الجامع الأزهر فسهل لى قراءته بالعربية، ومن القرآن تعلمت الكثير، تعلمت الصبر والجلد والشجاعة والقوة فى الحق وحب الفقير والنزعة إلى عمل الخير، ولما قرأت القرآن مترجمًا بالفرنسية وبالعربية أردت أن أستمع إليه مرتلًا، وكنت أستمع له من حين لآخر، حتى استمعت ذات ليلة فى منزل أحد الأصدقاء إلى تلاوة منه بصوت الشيخ محمد رفعت، وما كاد هذا الصوت ينساب إلى صدرى حتى صممت على لقاء الشيخ رفعت، وبالفعل التقيته أكثر من مرة، فكان صوته هو الخلود بعينه، صوت له نبرات احتار فى فهمها العلماء، وكنت أذهب إلى الشيخ رفعت فى جامع صغير بشارع درب الجماميز فى أيام الجمع لأسمع هذا الصوت الخالد الحنون الذى هز كيانى وقلب كل معنوياتى وجعلنى أقدس هذه الحنجرة الغالية الخالدة المرهفة وهى ترتل أجمل المعانى وأرقها وأحلاها، وكانت هناك هواية تربطنى بالشيخ رفعت، فأنا وهو كنا نحب ركوب الحنطور، وكنت أدعوه كثيرًا للتنزه فى حنطورى بشوارع القاهرة».

الشيخ محمد رفعت

زكريا باشا مهران سجل أسطواناته.. ورفض عرض مهراجا هندى للسفر إلى بلاده

30 ساعة قرآنية جديدة فى الطريق للنور بعد معالجتها فنياً بمدينة الإنتاج الإعلامى

 

مواقف من حياته

وتسرد حفيدة الشيخ بعض المواقف من حياة جدها قائلة: كان صوت جدى كالحرير فى انسيابيته ودموعه تسبق تلاواته، وكان يخاف أن ينزلق بالقرآن إلى التجارة، فقد كان صوفى النزعة نقشبندى الطريقة، فحرم على نفسه أشياء كثيرة كانت حلالا، فقد رفض عروضًا كثيرة لولائه للقرآن، ومنها أنه رفض طلبًا للمهراجا الهندى عثمان حيدر أباد الذى طلب منه الحضور إلى الهند مع حاشيته بأجر يومى 100 جنيه مع التكفل بنفقات الرحلة والإقامة، لكنه كان يرفض إخلاصًا للقرآن، مؤكدًا أن إحياء ليالى الفقراء بالقرآن مجانًا أفضل من أى مال.

وكان الشيخ رحيمًا عطوفًا، له مواقف لا تنسى، فقد كان يجالس البسطاء والفقراء ويرضى بقليله، وكانت عنده (كارتة) لا ينام قبل أن يطمئن على فرسه الخاص بها ويطعمه ويسقيه، أيضاً كان هناك طيار كندى سمع الشيخ وهو يقرأ من سورة مريم فاهتز كيانه وطلب نسخة مترجمة من القرآن، حتى إنه بعد انتهاء الحرب انتهز وجوده فى مصر وطلب وقتها من مدير الإذاعة مقابلة الشيخ رفعت، وعند رؤيته قال: لم أكن أعلم أنه ضرير وأجهش بالبكاء وعانقه قائلًا له: «لقد هدانى الله أنا وأسرتى للحق بفضل صوتك الجميل»، أيضاً رفض الشيخ رفعت الذهاب لتلاوة القرآن فى عزاء الملك فؤاد الأول لأنه كان مرتبطًا بالتلاوة فى مأتم أحد جيرانه الفقراء دون أجر.

امتنع عن التلاوة فى عزاء الملك فؤاد الأول ليقرأ فى مأتم أحد جيرانه بلا أجر

«الريحانى» يكتب عن «نزهة الحنطور معه».. و«أم كلثوم» تستمع لتلاوته من الحرملك

الرحيل

وعن المحطة الأخيرة فى حياة قيثارة السماء قالت حفيدته: أصيب جدى فى عام 1943، بـ«فواق» الزغطة فى حنجرته كان يقطع عليه تلاوته، وتم تشخيص المرض على أنه ورم خبيث، وكان قد أنفق كل أمواله فى العلاج لكنه لم يمد يده إلى أحد، وقال جملته الخالدة «قارئ القرآن لا يهان»، وقد رحل بتاريخ اليوم نفسه الذى ولد فيه 9 مايو عام 1950، حيث لقى ربه عن عمر 68 عامًا، ليوارى جسده التراب ويدفن فى مقبرته بجوار السيدة نفيسة، وعندما فتحوا خزينته التى خصصها له طلعت باشا حرب فى بنك مصر لم يجدوا سوى روشتة علاج وساعة ومصحف.