رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

نقلت وكالات الأنباء صورة لفلسطينيات باكيات، وكانت الصورة من جنازة لثلاثة شبان فلسطينيين قتلهم جنود إسرائيليون فى مخيم بلاطة شمال الضفة الغربية.

الجنود اقتحموا المخيم القريب من نابلس، وقتلوا الشبان الثلاثة وأصابوا ستة آخرين، وقالوا إنهم فعلوا ذلك فى إطار عملية يقومون بها، وإن العملية اسمها: جزّ العشب.

ومن الاسم تستطيع أن تفهم المعنى، وتستطيع أن تستنتج أن إسرائيل ترى فى مثل هؤلاء الشباب الذين قتلتهم وأصابتهم عشبًا ينمو كل يوم ولا يتوقف عن المقاومة، وأنها مكلفة بجز هذا العشب وهو فى مراحله المبكرة، حتى لا يظل يكبر ويواصل مهمته فى الدفاع عن الأرض!

ولكن على حكومة بنيامين نتنياهو فى تل أبيب ألا تنسى شيئين اثنين، أحدهما أن هؤلاء الشباب ليسوا ضد الدولة العبرية فى حد ذاتها، ولكنهم ضد أن تصادر هذه الدولة حقهم فى أن تقوم لهم دولة فلسطينية مستقلة إلى جوار الدولة العبرية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وأن تكون دولتهم ذات سيادة على أرضها، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.

هذه واحدة.. والثانية أن اختيار «جز العشب» اسم للعملية ليس اختيارًا موفقاً، لأن الذين يجزون العشب فى أى حديقة عامة أو خاصة، يفعلون ذلك وهُم يعرفون أن العشب سرعان ما ينبت من جديد، وأنه لا يتوقف عن الإنبات مرةً ثانية، وثالثة، وعاشرة، مهما استمرت عملية الجز إلى أى مدى زمنى.

هذا ما لا يجب على حكومة نتنياهو أن تنساه أو تتغافل عنه، لأنه حقيقة فى الطبيعة كما هو واقع فى الضفة، ولأن شيئًا من الواقعية السياسية الإسرائيلية كفيل بأن تفهم الحكومة فى تل أبيب ذلك وأن تستوعبه.

شىء من الواقعية السياسية كفيل بأن يلفت أصحاب القرار فى إسرائيل إلى أن جز العشب ليس مجديًا الآن، وأنه لن يكون مجديًا فى المستقبل، بمثل ما أنه لم يكن مجديًا فى الماضى، ولا هو بالطبع سيؤدى فى الحاضر إلى ما تتخيله إسرائيل.

ولا تعرف ما إذا كان الحديث عن الواقعية السياسية مفيدًا فى مثل هذه الحالة الإسرائيلية الراهنة، التى توصف فيها الحكومة القائمة بأنها الأشد تطرفًا منذ قيام إسرائيل ١٥ مايو ١٩٤٨؟!.. لا تعرف.. ولكن ما تعرفه أنها حكومة مدعوة إلى أن تعرف أن جز العشب لن يوقف نموه فى كل الأوقات.