رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع عمر سليمان والذى مات مقهورًا بعد إعلانه ترشيح نفسه فى انتخابات الرئاسة ٢٠١٢، والذى وجد عاصفة من النقد والهجوم وتكسير العظام تقودها جماعة الإخوان الإرهابية ضده، قالوا إنه قاتل ودموى وخائن، مما أصابه بالدهشة وكانت دهشة سليمان لأنه ربما كان الوحيد من بين رجال مبارك الذى كانت لديه رؤية واضحة ومحددة لإدماج الإخوان المسلمين فى الحياة السياسية المصرية، من خلال تمكينهم من تأسيس حزب سياسى، وكانت هذه فكرة مبكرة جدا، ربما قبل أن تفكر مجموعة حزب الوسط فى تأسيس حزبها، وقبل حتى أن تعلن الجماعة برنامجا لحزبها قبل ثورة يناير، وإن كانت تراجعت بعد إعلان البرنامج، فى إشارة إلى أنه برنامج عمل وإصلاح للجماعة وليس برنامج حزب.

كان عمر سليمان عزيزى القارئ يرصد عن قرب علاقات قيادات جماعة الإخوان المتأسلمين مع جهاز أمن الدولة، وكان يعرف أن قيادات الجماعة الإرهابية يرتبطون بعلاقات مع قيادات فى جهاز أمن الدولة حسب الظرف السياسى الذى تمر به البلاد، فهى أحيانا علاقات توافق وتفاهم، وأحيانا أخرى علاقات تخاصم ومطاردة متبادلة، ففى الوقت الذى كان يعد فيه جهاز أمن الدولة تقاريره عن قيادات الجماعة، كان لدى الإخوان جهازهم الخاص الذى يجمع معلومات وافية عن قيادات أمن الدولة فى كل المحافظات، على الأقل لتعرف الجماعة مع من تتعامل، وكيف لها أن تتفاهم فى الوقت المناسب، ورصد سليمان حالة التضييق الأمنى على الجماعة فى فترات كثيرة، فقرر أن يجعل من جهاز المخابرات العامة ملجأ وملاذا للإخوان، حيث كان رجاله على اتصال بمجموعة من قيادات الجماعة ينصحونهم ويتشاورون معهم ويناقشونهم حول بعض المبادرات السياسية التى كانت تطلقها الجماعة أحيانا، رغبة فى عدم الاختفاء التام من على المسرح السياسى، خاصة أن هدف أمن الدولة كان تحجيم الجماعة بشكل كامل.

راعى عمر سليمان فى علاقته بجماعة الإخوان الإرهابية عدة أشياء، أولا لم يقابل بنفسه أحدا من قيادات جماعة الإخوان، بل كان يترك هذه المهمة لرجاله، الذين كانوا يلتقون ببعض البارزين من أعضاء الإخوان، لمعرفة آرائهم وأفكارهم، ربما فى محاولة لاستشراف ما يمكن أن يقبلوا عليه أو على الأقل ما يخططون له، ثانيا لم يتم الإعلان فى أى مرة من مرات اللقاء بين رجال عمر سليمان وقيادات جماعة الإخوان سواء فى مقر الجهاز أو خارجه، أن هذه اللقاءات رسمية، أو أن الضباط مكلفون بنقل رسائل معينة من القيادات، بل كان يتم التأكيد على أن هذه اللقاءات ودية للنقاش والتشاور فقط، ثالثا لم يكن عمر سليمان يميل مطلقا إلى جماعة الإخوان الإرهابية ولكنه كان يرغب فى لعب دور رافع الغطاء حتى لا ينفجر الإناء الذى يمكن أن يفتك به بخاره، كان يعرف أن التضييق الكبير على الجماعة يمكن أن يقودها إلى الانفجار، ولذلك كان يمسك بها قبل أن تصل إلى هذه المرحلة، فى محاولة للمحافظة على الاستقرار وعدم دخول المجتمع فى مواجهات عنيفة ودموية، رابعا كان عمر سليمان يسعى جاهدا إلى إقناع الإخوان المسلمين بتأسيس حزب سياسى، لأنه كان يعرف جيدا أن قوة الجماعة فى سريتها وعدم قانونيتها، فأعضاؤها يتحركون بحرية دون التزام بأى إطار قانونى، لا أحد يعرف بدقة مصادر تمويلهم ولا ما يخططون له، لكن عندما نضعهم فى إطار واضح فإنهم يمكن أن يضعفوا بشكل كبير، بل سيكونون مثلهم مثل بقية الأحزاب الهشة التى تعمل على الساحة السياسية، خامسا وضع عمر سليمان أمام مبارك تقارير كاملة بلقاءات رجاله مع الإخوان، وكشف له عن أهدافه من تقريبهم والاستماع إليهم، لأن سليمان كان يدرك مدى كراهية مبارك للإخوان المسلمين، كان هذا هو الواقع فعلا، فمبارك لم يكن مختلفا مع الإخوان المسلمين سياسيا أو فكريا، ولكنه كان يكرههم كراهية شخصية، وللحديث بقية. 

[email protected]