رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى سياق تغطية تتويج تشارلز الثالث، دعونا لا ننسى أنه كانت هناك اعترافات بظروف تغيرت جذرياً. ومن بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، يرغب 36٪ فقط فى الحفاظ على النظام الملكى، بانخفاض عن أكثر من 70٪ قبل 10 سنوات. فما يقرب من 60٪ إما «غير مهتمين جداً» أو«غير مهتمين على الإطلاق» بالعائلة المالكة. ووفقاً للمركز الوطنى للبحوث الاجتماعية، فإن الاعتقاد بأن النظام الملكى «مهم جداً» وصل إلى أدنى مستوياته منذ بدء جمع البيانات قبل 40 عاماً.

ربما تكون أكثر علامات التغيير دلالة هى اللامبالاة واسعة الانتشار، وكما هو الحال دائماً، اللامبالاة التى استقبلت التتويج، والشعور المتزايد بأن أوهام النظام الملكى وإنكاره لم يعد من الممكن استمراره. حتى أولئك الذين شاهدوا الحفل كانوا مدركين تماماً تلك التوترات. ربما تمسكت التغطية التليفزيونية بنوع السيناريوهات المطيعة التى أتقنتها فى القرن العشرين، لكن هواتف الناس كانت بالتأكيد مليئة بالمشاركات والتعليقات حول هارى وميجان، ورائحة دوق يورك.

من بين أزياء التتويج المبهرجة والطقوس التى لا يمكن اختراقها والتحية والمواكب، كان هناك شعور لا مفر منه بعدم الارتياح. فهذا الشعور معلق على الجرم السماوى والصولجان. نحن أمام رجل يبلغ من العمر 74 عاماً، يبدو كئيباً بشكل ملحوظ، يجلس على قمة مؤسسة متضررة للغاية، ويتم تكريمه بحفل قائم على دين وطنى لا يتبعه الغالبية الآن، فى بلد مزاجه الجماعى ليس مبهجاً تماماً.

وفى الحقيقة إن بعض العائلة المالكة لديهم فكرة أفضل قليلاً عن كيفية ضمان بقائها على قيد الحياة. لكن هذا وقت مضطرب بالنسبة لمؤسسات الطبقة الحاكمة فى المملكة المتحدة، ويتشارك كل من النظام الملكى وحزب المحافظين فى إنجلترا فى عدد قليل من المشاكل الواضحة. وكلاهما يعتمد على شبكات القوة والامتيازات التى يتم كشفها بشكل متزايد. إنهم بعيدون عن الشباب، ولديهم جو مشترك من التباهى والاستحقاق الذى ترفضه الطبقة الوسطى الجديدة، إلى جانب عدم القدرة على ما يبدو على فهم التغييرات الاجتماعية الكبيرة وما يطلبونه.

لا أحد يحتاج إلى أى تذكير بأن تكاليف المعيشة فى لندن مستحيلة، وتلوح فى الأفق المزيد من الإضرابات وتبدو الصورة الواضحة عن بلد لا يعمل فيه شىء بشكل صحيح على الدوام. ومن السهل التفكير فى المملكة المتحدة،أو بشكل أكثر تحديداً، إنجلترا على أنها مكان عالق بكل بساطة بين الماضى والحاضر. وفى هذا السياق، كما تفعل الطقوس الملكية دائماً، خدم التتويج هدفه بشكل مذهل، حيث قدم الحنين والاستمرارية والاحترام كفضائل بدلاً من الرذائل.

لكن الأحداث التى وقعت فى الأيام القليلة الماضية، قدمت أيضاً تذكيراً بأن هذا قد لا يكون البلد المحافظ الصغير الذى لا يزال تتخيله نخبته ومؤسسته. تتغير المجتمعات بطبيعتها دائماً، تحت كآبتها الخارجية ومأزقها، ويبدو أن المجتمعات تدخل مرحلة مثيرة جداً بالفعل.