خط أحمر
لا يزال الفنان عمر خيرت قادرًا على أن يشد جمهوره معه إلى أى مكان، ولا يزال هذا الجمهور يجد فى موسيقى خيرت ما يستحق من أجله أن يشد الرحال.
ولا يزال هناك «شىء ما» فى موسيقى خيرت، وهذا الشىء تحسه ولا تراه، وإذا جئت لتتحدث عنه فلن تجد من الكلمات ما يسعفك، لأن الموسيقى لغة للوجدان فى النهاية، وليست لغة ينطق بها اللسان.. ولأنها كذلك.. فإنك تجد متعتك فيها، ثم تحار فى وصفها لأنها تعلو فوق الكلمات.
وفى هذا الأسبوع كان الرجل فى المتحف الكبير فى الهرم، وكان جمهوره قد جاء يسعى إليه من كل اتجاه، ولا بد أن الذين حضروا إلى المكان قد لاحظوا ذلك فى الطريق إلى المتحف، ولا بد أن الذين مروا من أمام المتحف قبل الحفل بالصدفة من عند الطريق الدائرى إلى الأهرامات قد أدهشهم الزحام، ولا بد أنهم لما تساءلوا عن السبب عرفوا أن خيرت سيكون هناك فى تلك الليلة، وسيكون جمهوره على موعد معه، وسيكون الطرفان.. الفنان الكبير والجمهور.. على موعد فى لقاء.
وعندما وقف فى الاستراحة يحيى جمهوره، فإنه دعاه إلى أن يحيى معه مؤسسة «راعى مصر» التى دعت إلى الحفل، والتى تنشط منذ نشأتها فى العمل الخيرى الانسانى، وتسعى إلى أن يأتى عليها يوم تستطيع فيه أن تصل إلى كل صاحب حاجة فى أرجاء البلد.
ما أكثر المحتاجين إلى مد يد المساعدة إليهم فى بلدنا، ولا فرق بين أن تكون المساعدة علاجًا ينتظره مريض، أو بيتًا يحتاجه مَنْ لا يعرف معنى البيت فى حياته، أو ماءً نظيفًا يشربه، أو يدًا حانية تمتد إلى الذين قست عليهم الحياة.. أو.. أو.. إلى آخر هذه القائمة.. والمؤسسة تفعل هذا على بعضه، وتجد راحتها فى أن تفعله، وتأمل أن تجد عونًا لها من الذين يستطيعون أن يساعدوها فى أداء «رسالة» تحملها وتؤمن بها.
ولا يتأخر أهل الفن عن تشجيع «راعى مصر» على ما تقوم به، وقد كان حفل المتحف الكبير يدًا ممدودة ومشجعة، لعل أيادى المؤسسة تزداد يدًا تضاف إلى أياديها الذاهبة فى كل الأنحاء تقريبًا على اتساع البلد.
العمل الخيرى أمر مطلوب فى العادة، وهو أكثر طلبًا فى الظرف الاقتصادى الراهن، وهذا ما لا بد أن المستشار أمير رمزى، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، يدركه ويعرفه ويراه، ولا بد أن الله تعالى سوف يجازيه عن كل ابتسامة ترسمها المؤسسة على أى وجه من الوجوه البائسة.. فليس أقل من ابتسامة ترتسم على هذه الوجوه فى مثل هذه الأجواء الصعبة التى نعيشها، والتى تجعل من العمل الإنسانى ضرورة لا غنى عنها.