رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

أدى حكم الإخوان لمصر من 30 يونيو 2012 إلى  2013، إلى غموض مستقبل الأحزاب والحياة السياسية فى البلاد، فبدأت القوى الحزبية تستشعر خطر وجود هذه الجماعة على رأس السلطة فتوحدت الصفوف رغم اختلاف الأيدولوجيات للتخلص من حكم الإخوان، اجتمعت كل الأحزاب السياسية فى مصر قبل ثورة 30 يونيو، من أجل إعلاء مصلحة الوطن، الذى كان ينظر له الإخوان على أنه حفنة من التراب، وساهمت الأحزاب فى كشف كذب وتضليل هذه الجماعة كما فضحت نواياها الإرهابية الخبيثة ضد المصريين وتحولت الأحزاب إلى رأس حربة الثورة فى حث المصريين على ضرورة المشاركة، وبينت لهم كيف أن جماعة الإخوان نكثت جميع عهودها مع المصريين فهى لا تعرف سوى مصالحها فقط، كما كشفت أنها كانت تخطط للحكم مئات السنين.

فترة الإخوان كانت فرصة لالتحام كل القوى السياسية، وانصهرت فى جبهة واحدة، وهى جبهة الإنقاذ الوطنى، فوجدنا أحزاب الوفد والدستور والمؤتمر والمصرى الديمقراطى الاجتماعى والمصريين الأحرار وغيرها من الأحزاب والتيارات مختلفة الأيدولوجيات والأفكار تلتحم وتتحد سويا لشعورهم بالخطر الذى يحيق بمصر.

الطفرة الحزبية العريقة التى حدثت بعد ثورة 30 يونيو، وضعت الأحزاب أمام فرصة جديدة للانخراط أكثر فى الحوار الوطنى الذى دشنه الرئيس عبدالفتاح السيسى يهدف لتحديد أولويات العمل خلال المرحلة الراهنة، اختبار يمكن أن تقاس عليه قدرة الأحزاب المصرية على المشاركة الفعلية فى صناعة القرار المصرى خارج الإطار التقليدى المتعلق بالبرلمان، وهذا عبر مساحة جديدة أتاحها الرئيس للحوار والنقاش بما يخدم مصلحة الوطن وبالتالى استغلال الأحزاب لهذه الفرصة يحب أن يكون على قدر أهمية الحدث مع مراعاة كافة المتغيرات الإقليمية والدولية وأيضا التحديات الداخلية لتشهد دورا مرتبا من حيث الأولويات التى تتفق وأهداف كل حزب ووفقا لما يخدم مصلحة الوطن.

حدد الرئيس السيسى فى كلمته المسجلة قبل بدء جلسات الحوار الوطنى الهدف من دعوته إلى الحوار الذى يشارك فيه جميع المصريين بأنه لرسم ملامح جمهوريتنا الجديدة التى نسعى إليها معا - نحن المصريين - دولة ديمقراطية حديثة تضع للأبناء والأحفاد خارطة طريق لمستقبل واعد مشرق.. يليق بهم.

انطلقت دعوة الرئيس من يقين راسخ بأن الأمة المصرية تمتلك من القدرات والامكانيات التى تتيح لها البدائل المتعددة لإيجاد مسارات للتقدم فى كافة المجالات سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا، وثقة فى أن مصر تمتلك من كفاءات العقول وصدق النوايا وإرادة العمل ما يجعلها فى مقدمة الأمم والدول وأن أحلامنا وآمالنا - نحن المصريين - تفرض علينا، أن نتوافق ونصطف للعمل، ونجتمع عى كلمة سواء كما أن تعاظم التحديات التى تواجه الدولة المصرية على كافة الأصعدة، قد عززت من إرادة الرئيس على ضرورة الحوار والذى يتطلع أن يكون شاملا وفاعلا وحيويا يحتوى على كافة الآراء، ويجمع كل وجهات النظر ويحقق نتائج ملموسة ومدروسة تجاه كافة القضايا على جميع المستويات.

الحوار مفتوح للجميع لا حجر على رأى لإيمان الرئيس وتصريحه فى كلمته بأن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية، وأن حجم التنوع والاختلاف فى الرؤى والطروحات يعزز كفاءة المخرجات التى ينتظرها من الجمع الكريم، المتنوع الجامع لكافة مكونات المجتمع المصرى.

الرئيس السيسى ينتظر من المصريين بذل الجهد لإنجاح هذه التجربة التى وصفها بالوطنية المحترمة، واقتحام المشكلات والقضايا وتحليلها، وإيجاد الحلول والبدائل لها، وأكد دعمه المستمر لهذا الحوار، وتهيئة كل السبل لإنجاحه.

فعلا مصر العزيزة الغالية، تستحق من الجميع بذل الجهد والعرق والدم من أجل مصر التى يحلم بها الجميع، فكما حافظنا عليها فى 30 يونيو واستعدناها من الجماعة الإرهابية، فإننا لابد أن نحافظ على تقدمها وعلى تبوؤ مكانتها الى تليق بها فى ظل جمهورية جديدة لكل أبنائها، وصياغة خارطة طريق ترسم ملامح من خلال هذا التجمع الوطنى الاستثنائى المكون من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى والنقابات وكل المصريين الذين يهبون عندما تحتاجهم مصر.