رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع  قيام اللواء رأفت شحاتة رئيس جهاز المخابرات العامة بالتحدث مع الرئيس مرسى، بأن الغضب الشعبى وصل إلى مرحلة كبيرة، وحذر شحاتة الرئيس مرسى قائلًا له «إن الوضع فى مصر يستحق إجراءات عاجلة لتهدئة الشارع الغاضب، وطلب شحاتة من الرئيس أن يعد خطابًا جديدًا للشعب يؤكد فيه أنه برغم حرصه على الشرعية، فإن حرصه على الدم أكبر بكثير من أى طموحات سياسية، لقد استمع الرئيس مرسى  كما يقول مصطفى بكرى إلى نصيحة اللواء رأفت شحاتة، فكانت إجابته كالمعتاد «طيب هنشوف»، وساعتها أدرك شحاتة أن مرسى مصمم على العناد، وأنه يرفض أى نصيحة توجه إليه ومن ثم التزم الصمت بعد ذلك حتى اليوم الأخير فى حكم مرسى.

أغلب الظن عزيزى القارئ أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى طلب من رأفت شحاتة الحديث مع محمد مرسى فى أيام حكمه الأخيرة، لأنه كان يعرف أن مرسى يثق فى شحاتة أكثر من الآخرين، وأنه يمكن أن يستمع إليه، وهو ما يؤيد ما ذهبنا إليه من أن شحاتة كان على وفاق مع محمد مرسى ولم يختلف معه أبدًا، وإلا لما تم إخراجه من جهاز المخابرات بهذه السرعة، وتجميده فى منصب مستشار الرئيس المؤقت للشئون الأمنية، لقد كان لدى جماعة الإخوان المسلمين رغبة ملحة فى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية السيادية طبقًا لما يحقق مصالحها، ويمكنها من فرض سيطرتها الكاملة على كل مفاصل الدولة، وهنا يجب الإشارة إلى نجاح الجماعة إلى حد ما مع جهاز الأمن الوطنى الذى حل بديلًا لجهاز أمن الدولة، وتم ضبط المتعاونين داخل الجهاز مع الجماعة المحظورة، وتم إخراجهم والتحقيق مع عدد منهم، لكنها لم تستطع الاقتراب من المخابرات الحربية التى كانت ولا تزال عصية على الاختراق لأسباب تتعلق بتركيبتها، وتكوين القائمين عليها وطنيًا وعسكريًا ونفسيًا.

كانت الجماعة تعرف أن إدارة المخابرات الحربية هى المرحلة الأخيرة التى ستحشد لها جهودها بعد أن تسيطر على الأمن الوطنى والمخابرات العامة، لكن المفاجأة أن المخابرات الحربية التى تقدمت عدة خطوات على المخابرات العامة منذ ثورة يناير ٢٠١١ كانت تظهر فى الوقت المناسب لتفسد مخططات الإخوان للسيطرة وفرض النفوذ على مفاصل الدولة الحيوية، لم يكن ما فعله محمد مرسى مع رأفت شحاتة إلا صفقة حاولت جماعة الإخوان من خلالها أن تضع الجهاز فى جيبها، بعد أن ظلت طويلًا مبعدة ومطاردة، لكنها الآن وقد وصلت إلى السلطة فلا مانع من أن تتحكم فى كل شىء طبقًا لعقيدتها ومصالحها، حتى لو كانت هذه المصالح تتعارض مع مصلحة الوطن العليا، لكن هذه الصفقة بارت تماما ولم يُكتب لها النجاح، وبهذا تكون هذه هى الصفقة الأخيرة التى كان فشلها من بين أسباب انهيار جماعة الإخوان الإرهابية، وخروج رئيسها من السلطة غير مأسوف عليه، هذا الذى لم يصدق أنه أصبح رئيسًا، وواصل سياسته فى العمل فى الخفاء، وعقد الصفقات والكيد للمختلفين معه، لإقصائهم وإبعادهم عبر المؤامرات التى لم تكن فى النهاية إلا محاولات ساذجة من هواة فى عالم السياسة، غسل الوطن الأبى يديه منهم إلى الأبد.

نرجع عزيزى القارئ قليلا الى الوراء، لقد مات عمر سليمان مقهورا بعد أن أعلن ترشيح نفسه فى انتخابات الرئاسة ٢٠١٢، والذى وجد عاصفة من النقد والهجوم وتكسير العظام تقودها جماعة الإخوان الإرهابية ضده، قالوا إنه قاتل ودموى وخائن، وقال عمر لمن حوله فى حيرة عمن يتحدثون؟ ، هل أنا هو هذا الرجل الذى يصفونه بأنه دموى وقاتل؟!! وللحديث بقية. 

[email protected]