رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الجيش المصرى - منذ نشأته - يعتبر هو العمود الفقرى للدولة المصرية وخط دفاعها الأول على مدار التاريخ، فعلى الرغم من أن وظيفة الجيش المصرى هى حماية الوطن من أى اعتداء خارجى إلا أنه لم يتخاذل يومًا عن نصرة الشعب المصرى ضد الأنظمة الفاسدة التى حكمت مصر فى تاريخها الحديث، فالجيش المصرى لا ينتمى لأى تيار سياسى على مدار التاريخ، لأنه يضم جميع طوائف الشعب المصرى بدون تمييز أو تفرقة، وقد شهدت القوات المسلحة تطورًا هائلًا، وتمكنت من تحرير سيناء وخوض حربى الاستنزاف وأكتوبر، ثم كان تطويرها النوعى تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمواجهة التهديدات القائمة وخوضها الحرب الشاملة فى سيناء 2018، لتحريرها من الإرهاب.

كما وقفت المؤسسة العسكرية فى ثورة 30 يونيو حاميًا ومنفذًا للإرادة الشعبية التى خرجت من أجلها الملايين فى الميادين والشوارع بعد أن كانت قد حددت مهلة أسبوعًا لكل القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أى بادرة أو فعل، وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار، وبكامل حريته لإسقاط النظام الإخوانى فى ملحمة لن ينساها التاريخ، ثم أمهلت الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة، لتحمل أعباء الظرف التاريخى وتنفيذ مطالب الشعب.

ومع عدم تحقيق مطالب الشعب خلال المهلة المحدة تم الإعلان عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها بمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة، دون إقصاء أو استبعاد لأحد لتصحيح المسار وإعادة بناء الوطن.

مهدت القوات المسلحة الطريق أمام ثورة 30 يونيو لاستعادة مؤسسات الدولة بعد ذلك الإعلان الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقتما كان وزيرًا للدفاع، فى 3 يوليو 2013، الذى تضمنت بنودًا عشرة تمثل خارطة طريق نحو المستقبل، من بينها كان تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وتشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتًا، وبناء عليه تم تشكيل لجنة الخميس لصياغة دستور جديد.

جاءت ثورة 30 يونيو لتعيد إلى الذاكرة هذا التلاحم الشعبى فى سبيل تحقيق إرادة الوطن، وكان من أهم ما يميزها أنها ثورة كل المصريين ساند مطالبهم جيش قوى يعرف معنى الوطنية جيدًا، كما لم تكن مثل الثورات التقليدية التى يقودها فى الغالب النخبة، بل شارك فيها جميع أفراد الوطن مثقفين وعمالًا وفنانين وفلاحون، الجميع تكاتفوا لإنقاذ مصر من الجماعة الإرهابية، وهى بذلك تعد الثورة الأولى ضد المتاجرين بالدين.

ملايين المصريين خرجوا إلى الشوارع والميادين يوم 30 يونيو، من رجال ونساء وشباب ومسلم وأقباط يطالبون بإسقاط حكم الإخوان، حيث لعبت المرأة دورًا كبيرًا لا يمكن إغفاله أو تجاهله، خلال الثورة الشعبية التى انطلقت فى جميع ميادين وربوع مصر، رافضة التنازل عن المكتسبات التى حصلت عليه طوال تاريخها، متمسكة بمبادئها وأهدافها وهويتها وهو ما جعلها تحظى بمكانة كبيرة بين أطياف المجتمع، وتأتى تلك المشاركة محصلة للجهد الذى يبذل على مدار السنوات الماضية من قبل مؤسسات الدولة مثل المجلس القومى للمرأة والمنظمات غير الحكومية.

كما كان دور المؤسسة الدينية فى ثورة 30 يونيو منحازًا إلى مطالب الشعب المصرى بقوة ووقف بجانبه، ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع فى ذلك الوقت، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لعقد اجتماع فى الثالث من يوليو 2013، مع عدد من الشخصيات بحضور البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وممثلين عن حزب الثورة وحركة تمرد لإعلان بيان عزل الرئيس الإخوانى الأسبق محمد مرسى، الذى تم بمباركة الأزهر الشريف حقنًا للدماء، وإنهاء لهيمنة الجماعة التى لم تعبأ بدماء المصريين، كما عزز الأزهر من دور بيت العائلة المصرى الذى يجمع رموز الدين الإسلامى والدين المسيحى، ونجح فى وأد الفتنة الطائفية وإجراء المصالحات بين الأطراف المتنازعة فى المدن والقرى بجميع أنحاء الدولة وتضامن مع الكنيسة المصرية ضد استهداف المواطنين المسيحيين وكنائسهم، كما شارك الأزهر بممثلين عنه فى لجنة إعداد الدستور الجديد لبلاد، ولم يكن الأزهر الشريف، المؤسسة الدينية التى ساندت ودعمت ثورة 30 يونيو فحسب، فشارك المسيحيون والكنيسة فى الثورة، وكان لحضور البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى صورة مشهد 3 يوليو تجسيدًا حقيقيًا للالتحام بين الأزهر والكنيسة فى دعم إرادة الشعب المصرى بكامل فئات وطوائفه. كما أصدرت الكنيسة المصرية العديد من البيانات التى دعت فيها جموع الشعب إلى التحلى بالسلمية ونبذ العنف وعدم الامتثال إلى الدعوات الهدامة وذلك من أجل الحفاظ على الوطن.

حقًا إن ثورة 30 يونيو هى ثورة كل المصريين كان لإرادة المواطنين وعظمة شباب الوطن والدولة المصرية فيها اليد العليا فى تحقيق آمال الوطن.