رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

رغم أن العيد فرحة على رأى صفاء أبو السعود وهى تغنى له باستمرار، إلا أنه فى ليبيا على حدودنا الغربية لم يكن كذلك، ولم يكن السبب أن الساسة لا يزالون منقسمين هناك كما نعرف، ولكن لسبب آخر تمامًا لم يكن أحد يتوقعه ولا ينتظره!

السبب أن الليبيين اختلفوا على موعد نهاية شهر الصيام، ولم يتفقوا على رؤية هلال شهر شوال، فاحتفلوا فى شرق البلاد بالعيد معنا كما احتفلنا، واحتفلوا فى غربها بعدنا بيوم بعد أن صاموا الجمعة، واستقبلوا أول أيام العيد صباح السبت!

ليس هذا وفقط، ولكن أبناء الغرب أنفسهم اختلفوا مع بعضهم البعض عند صلاة العيد، فاشتبك عدد منهم مع عدد آخر قبل الصلاة، ولم يجدوا حرجًا فى أن يكون يوم العيد يومًا للشقاق والاختلاف، بدلًا من أن يكون مناسبة للبهجة والسعادة!

ولم يجد المبعوث الأممى عبدالله باتيلى بدًا من دعوتهم إلى التوافق والاتفاق، ولكنهم لم يستمعوا إليه ومضى كل طرف من الطرفين يحتفل بالعيد، فى يوم غير اليوم الذى احتفل فيه الطرف الآخر بالعيد نفسه.. وذهبت دعوة المبعوث الأممى مع الرياح!

وقد جاء الرجل مبعوثًا فى القضية السياسية بالأساس، لا فى قضية اجتماعية من نوع الاحتفال بالعيد، ولكنه اكتشف أن الذين جاء يدعوهم إلى الاتفاق سياسيًا فيما بينهم، لم يتفقوا بعد على مناسبة لا تأتى فى السنة إلا مرةً واحدة مثل عيد الفطر المبارك!

ولابد أن المبعوث باتيلى قد أشفق على نفسه كثيرًا قبل أن يشفق عليهم، ولا بد أنه قد تساءل حزينًا فيما بينه وبين نفسه، عما إذا كان التوفيق سيحالفه فى مهمته الصعبة، أم أن حظها من النجاح معه، سيكون مثل حظ المهمة نفسها مع كل المبعوثين الذين سبقوه، والذين غادروا فى النهاية ولسان حالهم يردد ما كان الشاعر يردده ويقول: صح منى العزم ولكن الدهر أبى!

لقد استقبلت ليبيا أكثر من مبعوث من قبل، وربما يكون المبعوث الحالى هو السابع أو الثامن، وكلهم عادوا كما جاءوا ولم ينجحوا فى شىء، ولم يكن العيب فيهم ولا كان التقصير منهم، لأن القضية فى النهاية ليست قضيتهم المباشرة، وإنما هى قضية الليبيين، ولو لم يتفق أصحاب القضية أنفسهم ولم يتوافقوا، فلا قدرة لأى مبعوث على فعل شىء، ولو وصلوا إلى ألف مبعوث!

ولا يزال هناك أمل فى أن يدرك أهل السياسة فى بلد العقيد هذه الحقيقة، التى من فرط بساطتها لا يكاد يدركها أحد منهم!