رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

تحتفل مصر اليوم بالعيد الواحد والأربعين على تحرير سيناء وسط جهود القيادة السياسية فى تعمير وتنمية أرض الفيروز، هذه الذكرى أثبت قدرة وبراعة القوات المسلحة المصرية بأبطالها الذين قدموا أرواحهم ودماءهم فداء لهذا الوطن، فضربوا أروع الأمثلة، فى العطاء والتضحية والفداء، ستظل هذه الذكرى الغالية دائما وأبدا فخرا لكل المصريين، هذه المناسبة شهدت تتويجا لختام معركتى الحرب والسلام بنجاح القوات المسلحة المصرية فى تحقيق الانتصار واستعادة العزة والكرامة برفع العلم المصرى على أرض الفيروز، فى 25 أبريل عام 1982 بنجاح الدبلوماسية المصرية فى استرداد طابا وهى جزء غال وثمين من أرض الوطن.

رحم الله شهداء تحرير سيناء وأسكنهم أعلى درجات جناته، وعاشت القوات المسلحة درعا وسيفا للوطن، وعاشت مصر عزيزة آمنة يحدوها التقدم والرخاء.

يتمتع الجيش المصرى على مر العصور بمكانة عظيمة واحترام شعبى ودولى لتاريخه العريق ودوره الوطنى داخليا وإقليميا بل وعالميا، ولم يكن الجيش يوما مجرد أداة للحروب بل كانت المؤسسة العسكرية نواه للتنمية الشاملة وقاطرة التحديث بالمجتمع والبوتقة التى تنصهر بها كل الخلافات محققة الاندماج الوطنى واليد المصرية القوية.

دوما كانت قوة مصر وشعبها.. من قوة وعزة جيشها.. فهو جيش الشعب ومن الشعب وإلى الشعب وعلى مدار تاريخه هو جزء لا يتجزأ من شعب مصر العظيم، وأن من أسباب قوة هذا الجيش أنه لم يعتمد يوما على المرتزقة الأجانب وإنما اعتمد على المصريين أبناء الأرض الطيبة.

يعد الجيش المصرى من أقدم الجيوش النظامية فى العالم حيث تأسس قبل أكثر من 5200 عام، وكان ذلك بعد توحيد الملك نارمر لمصر حوالى عام 3200 ق. م. قبل ذلك العام كان لكل أقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر.

وفى ظل التطور السريع فى تكنولوجيا السلاح على مستوى العالم، تعد مصر من الدول القليلة التى تستوعب جميع أنواع السلاح وتتعامل معه بمنتهى الدقة، بل إنها تستوعب التكنولوجيا بشكل سريع وقادرة على تطوير السلاح للتعامل مع المهام العسكرية المحددة، وذلك عن طريق تطوير الفكر العسكرى للضباط والصف والجنود الذين يتعاملون مع تلك المنظومات المختلفة، وذلك من خلال الدورات التدريبية فى الداخل والخارج، لنقل واستيعاب التكنولوجيا العسكرية التى تتطور يوما بعد يوم.

إن القدرة العسكرية المصرية العالية جعلت أكبر دول العالم وأقواها عسكريا تطلب تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات المسلحة المصرية، وهو ما يثبت قدرة وكفاءة القوات المصرية والسلاح المتطور الذى تمتلكه مصر، وقدرة الأفراد على استيعاب التكنولوجيا الحديثة فى مجالات التسليح باختلاف أنواعها، واستيعاب المدارس المختلفة فى التدريبات والتى تشيد بها القوات الأجنبية المختلفة.

وعلى مر التاريخ شهدت مصر العديد من الحروب التى خاضتها تارة لصد هجمات الغزاة والمعتدين دفاعا عن نفسها وتارة أخرى للحفاظ على وحدة وتماسك أراضيها والحيلولة دون تشرذمها وتفتتها إلى دويلات صغيرة ضعيفة وتارة ثالثة لإزالة آثار العدوان، وطرد المعتدى الغاصب، واسترداد السيادة الكاملة على الأرض.

رجال القوات المسلحة المصرية الباسلة عانقوا بهاماتهم الشامخة قمم المجد، وزرعوا فى تراب الوطن الغالى أزهار الحرية التى يفوح منها عبق الشهادة وعطر الانتصار، وسطروا فى كتب التاريخ صفحات مشرفة تقود الأجيال إلى درب البطولة والتضحية والفداء ليسيروا عليها بخطى واثقة نحو تحقيق النصر.