رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

عندما نؤكد على حرية الإبداع، فإن ذلك يعني أننا مع كل فنٍّ راقٍ، يحترم المشاهد، وينقل رصدًا حقيقيًا لحياتنا، ومعالجة السلبيات القائمة، وأن تكون الرسالة أشد وضوحًا وجرأة، من خلال الارتقاء بالذوق العام، وألا يكون الفن الهادف في هذا الزمن مجرد صدفة غير قابلة للتكرار!

لذلك، عندما نخوض في الحديث عن طبيعة الفن ودوره المجتمعي، وكذلك علاقته بالواقع، تُطرح إشكاليات كبرى قديمة قِدم الفن، لن تزول الآن، أو حتى في المستقبل القريب، ولذلك لا نزعم تقديم حلول بقدر ما نحاول مقاربتها في ضوء واقعنا الراهن.

كما قد يعتقد كثيرون أن مهمة الفن هي أن يكون مرآةً لمجتمعه، أي أن يقدم صورة متطابقة مع الواقع، كتطابق الصورة الفوتوغرافية مع صاحبها، لكن الفن برأينا يظل في النهاية هو وجهة نظر، بهدف إغناء المشاهد فكريًا وإشباعه جماليًا.

قبل أيام ودَّعنا شهر رمضان الفضيل، بما يحويه من خريطة درامية مُكثفة ومتنوعة، ضمَّت عشرات المسلسلات، بمُشاركة نجوم من أجيالٍ فنية مختلفة، وحملت تنوعًا كبيرًا في مستواها، ما بين الجيد والمتوسط، وأخرى ربما سقطت من الذاكرة بنهاية عرضها.

خلال متابعتنا، وكذلك رصدنا آراء نقاد معتبرين في الوسط الفني، فإن غالبية مسلسلات رمضان لهذا العام تحمل تشابهًا كبيرًا فيما بينها، على مستوى الأفكار والتفاصيل، أو حتى أزمة التكرار لأعمال سابقة، لنجد أفكارًا نمطية محدودة، لا ترقى إلى مستوى وقت المشاهدة!

لاحظنا أيضًا انشغال عدد من الفنانين بـ«التريند»، وتركيزهم وسعيهم لتصدره طوال الوقت، الأمر الذي تسبب في حالة تشتيت لهم وللجمهور، لنتابع كثيرًا من الأخطاء التاريخية الفجَّة، وهبوطٍ وتَدَنٍّ في بعض الأعمال الفنية، التي لا تقدم إضافة أو قيمة حقيقية.. فقط وفقًا لقاعدة «الجمهور عاوز كده»!

نتصور أنه عندما كان الفن يرصد أحداث المجتمع، ويسلط الضوء على كثيرٍ من المشاكل والسلبيات، ويقدمها بعينٍ واقعية، نجد أنه اقترب من الجمهور ليصبح جزءًا لا يتجزأ من حياته، ولذلك تظل الذاكرة حاضرة بالعديد من الروائع الفنية التي بقيت على مدى عقود.

كما نعتقد أن ذلك التناول الراقي فجَّر الإبداع، وأبرز شعاعًا من الأمل في النفوس، وقدَّم أسماءً فنية خالدة في الذاكرة.. لكن بعضًا مما تم تقديمه مؤخرًا، كان عبارة عن نوعية رديئة وهابطة، وإسفاف لا يرقى للذوق العام، بل «يخدش» عقول المشاهدين.

أخيرًا.. يمكننا أن نتفهم «الدوافع» التجارية، أو نزعات الربح والشُّهْرة و«التريند» عند بعض «مرتزقة الفن»، لكننا لا نستطيع فهم حجم الإسفاف المبتذَل الذي يساهم بوضوحٍ في انحدار الذوق العام وخدش حياء منظومة القِيَم المحافِظة للأسرة المصرية، وتقديم محتوى هابط، غير صالح للاستخدام الإنساني.

فصل الخطاب:

يقول «علي الطنطاوي»: «الفن غايته الجمال ووسيلته الشعور وأداته الذوق».

[email protected]