رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مهدت حرب أكتوبر «73» الطريق لعقد اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، الذى عقد فى سبتمبر 1978 على إثر مبادرة السادات التاريخية فى نوفمبر 1977 وزيارته للقدس، وبعد حرب أكتوبر وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام، اقتناعا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل فى الشرق الأوسط، ونصت المعاهدة على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة، وأيضا المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، وبحيث تستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء.

أدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلي كامل من شبه جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصرى، وقد تم تحديد جدول زمنى للانسحاب المرحلى من سيناء:

فى 26 مايو 1979: رفع العلم المصرى على مدينة العريش وانسحاب إسرائيل من خط العريش رأس محمد وبدء تنفيذ اتفاقية السلام، وفى 26 يوليو 1979: المرحلة الثانية للانسحاب الإسرائيلى من سيناء «مساحة 6 آلاف كيلومتر» من أبوزنيبة حتى أبوخربة. وفى 19 نوفمبر 1979: تم تسليم وثيقة تولى محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية بعد أداء واجبها وتحرير الأرض وتحقيق السلام.

فى 19 نوفمبر 1979: الانسحاب الإسرائيلى من منطقة سانت كاترين ووادى الطور، واعتبار ذلك اليوم هو العيد القومى لمحافظة جنوب سيناء.

وفى يوم 25 أبريل 1982 تم رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلى من سيناء بعد احتلال دام 15 عاما، وإعلان هذا اليوم عيدا قوميا مصريا فى ذكرى تحرير كل شبر من سيناء، فيما عدا الجزء الأخير ممثلا فى مشكلة طابا التى أوجدتها إسرائيل فى آخر أيام انسحابها من سيناء، حيث استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية سبع سنوات من الجهد الدبلوماسى المصرى المكثف.

خلال الانسحاب النهائى الإسرائيلى من سيناء كلها فى عام 1982، تفجر الصراع بين مصر وإسرائيل حول طابا وعرضت مصر موقفها بوضوح وهو أنه لا تنازل ولا تفريط فى أرض طابا، وأى خلاف على الحدود يجب أن يحل وفقا للمادة السابقة من معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية التى تنص على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات، وإذا لم يتسير حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم.. وقد كان الموقف المصرى شديد الوضوح وهو اللجوء إلى التحكيم، بينما ترى إسرائيل أن يتم حل الخلاف أولا بالتوفيق.

وفى 13 يناير 1986 أعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، وبدأت المباحثات بين الجانبين وانتهت إلى التوصل إلى «مشارطة تحكيم» وقعت فى 11 سبتمبر 1986، والتى تحدد شروط التحكيم، ومهمة المحكمة فى تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف.

وفى 19 مارس 1989 تم رفع علم مصر على طابا المصرية وإعلان نداء السلام من فوق أرض طابا.

شهدت سيناء على مدار تاريخها أهمية دينية وعسكرية واقتصادية لمصر، وكانت أقدم طريق حربى فى تاريخ العالم القديم، وهو الطريق الذى سارت عليه جيوش مصر عند الذهاب إلى آسيا والذى سارت عليه الجيوش التى أتت عند غزوها لمصر، التاريخ اختار سيناء ليسجل فيها الكثير من الذكريات والحوادث، فقد كانت الجسر الذى عبرت عليه حضارات عصور ما قبل التاريخ امتدادا إلى يومنا هذا.

يقول المؤرخ جمال حمدان فى كتابه «سيناء بين الجغرافيا والسياسة»: قد يتوهم البعض أن سيناء صندوق من الرمال ولكن فى الحقيقة هى صندوق من الذهب، من يتحكم فيها سيتحكم فى الشرق الأوسط كله.