رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعيش مصر أيامًا مباركة تفوح منها روحانيات تبعث فى النفس الاحساس بقيمة وعظمة هذا البلد الكبير شديد التنوع، فالمصريون جميعا يعيشون حالة من الاحتفال بسبب تزامن الأعياد فالجمعة اليتيمة «الأخيرة» من شهر رمضان المبارك تزامنت مع الجمعة العظيمة «جمعة الآلام» عند أقباط مصر، فى تجسيد لعظمة هذا البلد وتماسكه، ففى الوقت الذى يتوجه فيه المسلمون بالتهانى إلى أشقائهم فى الكنائس، ويسرع مسيحيو مصر بدعم مسيرة الخير يدا بيد مع أشقائهم المسلمين خلال شهر رمضان من خلال توزيع وجبات الإفطار والعصائر فى الشوارع على الصائمين فى مشهد بديع لا تجده إلا فى مصر، يعكس خصوصية الشعب المصرى.

ثم يأتى عيد القيامة المجيد فتحتفل به مصر كلها كأنه عيد للجميع وليس للأخوة المسيحيين فقط، فيذهب المسلمون إلى الكنائس لتهنئة المسيحيين بالعيد ويحتفلون معهم، فى مشهد مبهج يؤكد أننا نسيج وطنى واحد.

كما تتوالى الأعياد ليستقبل المصريون عيدًا مصريًا خالصًا وهو عيد شم النسيم، الذى يمتد الاحتفال به إلى آلاف السنين، فهو عند المصرى القديم رمز لبداية الحياة لأنهم كانوا يعتقدون أن الربيع هو موسم الحياة حيث تتفتح الزهور خلاله ويخرج الزرع من الأرض، وحافظ المصريون على مدار العصور وحتى الآن بطريقة الاحتفال ذاتها من خلال البيض الملون والفسيخ والسردين والبصل والخس، وهو ما يعكس وجود قواسم مشتركة كثيرة بين نسيج هذا الوطن.

وبعد 30 يوما من التشارك بين المسلمين والمسيحيين فى تبادل الحلوى وفوانيس رمضان، والمشاركة فى موائد الإفطار والسحور، يستقبل المصريون عيد الفطر المبارك حيث الكعك والبسكويت والبيتى فور وغيرها من الحلوى التى يرتبط وجودها بعيد الفطر، وصلاة العيد التى تكتظ بها الشوارع فى مشهد ملىء بالفرحة والسعادة، حيث الأسر المصرية تملىء الشوارع احتفالًا، لتمنح للعالم رسالة أن الشعب المصرى شعبا محبا للحياة، حريصًا على الاستمتاع بكل لحظة من عمره وكل مناسبة تمر به، فالمناسبات عند المصريين لها مذاق خاص من الصعب أن تجده فى أى مكان آخر، لدرجة أن ارتبطت كل مناسبة بأكلات معينة يحرص المصريون عليها أجيالًا بعد أجيال.

وتكتمل الحالة المميزة التى يعيشها المصريون بحلول ذكرى وطنية عزيزة على قلب كل مصرى، وهى تحرير سيناء، واسترداد بقعة غالية من أرض مصر بعد صراع طويل بينها وبين إسرائيل، شهدت معارك شرسة خلال حرب 1973 والتى كانت نتائجها بمثابة صدمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية وانتصارًا كاسحًا للعسكرية المصرية، ثم انطلقت المباحثات التى انتهت بتوقيع معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية عام 1979 والتى نصت على انسحاب إسرائيل بشكل كامل من شبة جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصرى بشكل تدريجى ليسجل فى يوم 25 إبريل رحيل آخر جندى إسرائيلى من مصر، ورفع العلم المصرى على مدينتى رفح وشرم الشيخ، ليسترد المقاتل المصرى والعربى الثقة فى نفسه وقيادته مرة أخرى.

وفى ظل الضغوط التى نتعرض لها جميعا، أعتقد أنه قد آن الآوان لنستلهم من هذه الأيام المباركة، نقطة تحول فى حياتنا وتعاملاتنا، وأن نعمل على ترسيخ القيم التى تعزز تماسكنا، والبعد عن الممارسات التى تخلق نوعًا من التفكك أو الفرقة، فسلاح مصر لعبور التحديات التى تواجهها هو تماسك شعبها، ووحدة صفهم خلف دولتهم وقيادتهم السياسية، أن هذه الأيام الروحانية فرصة لتعزيز التكافل الاجتماعى والتواصل والتراحم، وتأكيد قيمة العمل والإخلاص فيه، وحب الوطن والولاء له، وإعلاء مصلحته فوق أى مصلحة شخصية... وفى النهاية أتوجه إلى الشعب المصرى قيادة وشعبا بالتهنئة.. وحفظ الله مصر وشعبها وأرضها من كل شر.

 

عضو مجلس الشيوخ