رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن ‎

أخطر ما يمكن أن يرتكبه الكاتب هو أن يسبح عكس التيار، لأن النتيجة غالبا غير مضمونة وربما تكون احتمالات الخسارة أكبر، لكن عندما يتعلق الأمر بمبدأ أو مصلحة وطن فلا مجال لحسابات المكسب والخسارة الخاصة، ‎أعلم أن كثيرين معجبون بمسلسل جعفر العمدة ويتابعونه بشغف ويرونه دراما تعبر عن واقع فى المجتمع، صحيح انه لا يمثل ظاهرة لكنه موجود، ومع ذلك فلا بديل أمامى إلا أن أختلف مع هؤلاء حتى ولو كانوا يمثلون تيارا عريضا.
أولا لسبب يخص محمد رمضان نفسه الذى وإن كنت لا أنكر أنه موهبة فنية متميزة لكنه للأسف سخرها فى تجسيد أدوار كلها سوداء تركز على الجانب المظلم فى المجتمع من بلطجة وفتونة وخروج عن القانون وعادات سلبية وتجاهل الجوانب المضيئة وما أكثرها.
هذا الموسم ظهر محمد رمضان فى زى جديد وهو جعفر العمدة، لكنه مكرر فى لغة القوة والانتقامية، التى اشتهر بها رمضان، فجعفر زوج قاهر لزوجاته متعجرف فى تعاملاته، مرعب للجميع، يقدم صورة سيئة للأسرة المصرية ويحط من قدر المرأة التى تتعامل مع سى السيد هذا العصر، زوجات يتنافسن على نيل رضاه بينما هو لا حديث عنده إلا بالوجه الغاضب والذراع والضرب والسلاح وفرض السطوة.
المؤكد أن شخصية جعفر التى يقدمها محمد رمضان حتى وإن كانت تحظى بمشاهدة عالية إلا أنها مرفوضة مجتمعيا، فلم يعد هناك من يقبلها، كما أن المرأة المصرية لم تعد بهذا الخنوع، حتى وإن حاول المخرج ان يقدمها فى شكل كوميدى وانسانى ويحمل الصورة ببعض مشاهد الحنان الأموى والموسيقى المؤثرة لكن هذا كله لم يخفف من الأمر.
لقد كنت أتمنى أن يتم استثمار موهبة رمضان فى تقديم شخصيات اكثر ايجابية وقدوة وتحمل رسالة ايجابية بدلا من الإصرار على هذا القالب الذى لا ينتج غير رسائل مسيئة.
بالتأكيد لا أنكر أننا هذا الموسم الرمضانى لدينا تنوع درامى رائع وأعمال لها مردود قيمى واخلاقى ومجتمعى رائع، وهذا قد يجعل البعض يتعامل بمنطق ان جعفر العمدة عمل واحد بين أعمال عديدة كلها تقدم صورة جيدة، لكن عندما يكون هذا العمل مقدم بصورة جاذبة وتقنيات فنية مبهرة وتشويق فعلينا ان نتوقف امامه ونطالب بأن يكون هناك حرص شديد فى التعامل مع الدراما الأسرية لأنها منطقة خطر وعلينا أن نراجع كيف تعامل معها اساطير الدراما مثل أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد بحذر شديد.
وفى النهاية ما زلت اتمنى أن يخلع محمد رمضان عباءة البلطجة حتى وإن كانت بشكل كوميدى وفيها بعض الانسانيات وان يجرب ولو لمرة واحدة فى البحث عن شكل مختلف يقدم به نفسه من جديد لجمهور مصر.